مصطلح "بقع العمر" هو في الواقع تسمية خاطئة، فالبقع البنية والتغيرات اللونية مثل النمش لا تحدث نتيجة للتقدم في العمر، ولكنها نتيجة تراكمية لسنوات طويلة من التعرض لأشعة الشمس دون حماية الجلد. يمكن أن تظهر البقع البنية بفعل الشمس في أي مرحلة من العمر، مثل النمش الذي ينتشر على الأنف في مرحلة الطفولة أو التصبغات البنية على سطح الجلد التي تظهر في سن العشرين. وفي أي مرحلة عمرية لا يقتصر علاج البقع الجلدية الناجمة عن الشمس على منتج مخصص بذاته، وإنما يُنظر إلى المكونات الفعالة في المنتج (مثل الهيدروكينون hydroquinone، ونياكيناميدي niacinamide، وأشكال فيتامين C)، بالإضافة إلى توفير الحماية من أشعة الشمس يومياً لخلق نتيجة فارقة بشكل ملحوظ وعلى الأمد البعيد. من المحبط أن عدداً من منتجات العناية بالبشرة تدعي أن بإمكانها تفتيح لون الجلد في حين أن معظمها لا تحتوي على عنصر فعال في التأثير على صبغة الميلانين في الجلد، وحتى عندما يحتوي المنتج على عنصر فعال فإنه يكون عادة بنسبة ضئيلة وغير مجدية على الإطلاق، ليس من السهل العثور على منتج يعمل بالشكل المطلوب، ولكن ما نعلمه يقيناً هو أن حماية الجلد من أشعة الشمس أمر حيوي في منع التصبغات الجلدية. وبما أن التعرض لأشعة الشمس هو المسبب الرئيس للنمش وتصبغات الجلد فإن الطريقة الأساسية للحدّ من المشكلة تكمن في توفير الحماية اليومية من الشمس عن طريق استخدام واقي الشمس، مع التأكد من وضعه أيضاً على ظاهر الكف والرقبة، بالإضافة إلى وضعه بعد كل مرة يتم فيها غسل اليدين لأن واقي الشمس يزول بفعل الماء. لا يوجد عامل مهم في الحدّ من البقع البنية والتغيرات اللونية في الجلد أكثر من واقي الشمس ذي عامل حماية 15 (أو أكثر إذا كان الهدف هو منع التصبغات الجلدية). وعليكِ التأكد من أن واقي الشمس يشمل مكونات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية مثل ثاني أكسيد التيتانيوم titanium dioxide وأكسيد الزنك zinc oxide ومادة avobenzone (التي يمكن أن تندرج في عبوة المنتج بمسمى butyl methoxydibenzoylmethane) و Tinosorb و Mexoryl SX (التي يمكن أن تندرج في عبوة المنتج بمسمى ecamsule) حيث تمثل الأشعة فوق البنفسجية جزءاً من حدوث البقع البنية. من بين مكونات واقي الشمس أثبتت مادة الهيدروكينون hydroquinone أنها الأكثر فعالية في تفتيح البشرة من خلال تاريخها الطويل في الاستخدام الآمن مقارنة مع غيرها من عناصر التفتيح. وهناك بدائل أخرى تبشر بقدرتها على تفتيح البشرة، لكنها لم تخضع لما يكفي من البحوث، وبالإضافة إلى أن فعاليتها لا توازي في كثير من الأحيان مادة الهيدروكينون. ومن الملاحظ أن الكثير من تلك البدائل تحتوي على عناصر تتحلل إلى جزيئات صغيرة من الهيدروكينون وهو ما يفسر أنها ذات تأثير. وتشمل المكونات البديلة ما يلي مستحضر Mitracarpus scaber ومستخلص أوراق التوت البري Uva ursi ومستحضر Morus bombycis (mulberry) ومستحضر Morus alba (white mulberry) و Broussonetia papyrifera (paper mulberry) وكلها تقوم على مادة arbutin والتي تساعد في منع إنتاج الميلانين. من الناحية الفعلية فإن هذه المستحضرات تحتوي على الهيدروكينون hydroquinone-beta-D-glucoside. الأشكال النقية من مادة arbutin مثل ألفا أربوتين alpha-arbutin وبيتا-أربوتين beta-arbutin وديوكسي-أربوتين deoxy-arbutin تعتبر أكثر فعالية، ولكن الأبحاث حولها لا تزال أيضاً محدودة. ومن المكونات الأخرى التي أظهرت الدراسات قدرتها على تفتيح البشرة ما يلي: مستخلص عرق السوس licorice extract (تحديداً glabridin)، وحمض azelaic acid، وفيتامين C (L-ascorbic acid و ascorbic acid و magnesium ascorbyl phosphate)، والألوين aloesin، وحمض gentisic acid، ومركبات الفلافونويد flavonoids، ومادة هيسبيريدين hesperidin، و niacinamide، والبوليفينول polyphenols. ومع ذلك لا يزال من غير الواضح مقدار الكمية اللازم توفرها من هذه العناصر في كريمات أو محاليل مستحضرات التجميل للحصول على النتيجة المطلوبة، علماً أن معظم الدراسات والأبحاث تمّ إجراؤها في المختبر وليس على جلد الإنسان. باختصار هناك طريقة محددة يمكن اتباعها للحصول على نتائج مذهلة تبدأ بتفادي التعرض لأشعة الشمس والاستخدام اليومي لواقي الشمس على مدار السنة، واستخدام منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على الهيدروكينون، ولكن الأكثر أهمية هو الاهتمام بوضع واقي الشمس بشكل يومي. ستتغلب على حب الشباب في نهاية المطاف إذا كان الأمر صحيحاً فإن طرق العناية بالبشرة ستبدو أكثر اختلافاً وفقاً لمراحل العمر. في الواقع يمكن أن تعاني المرأة في مراحل العشرين أو الثلاثين أو الأربعين أو حتى الخمسين من حب الشباب تماماً بالطريقة ذاتها التي تحدث في سن المراهقة، ولا تزال طرق العلاج هي ذاتها المتبعة. ليس صحيحاً أن مشكلة حب الشباب في مرحلة المراهقة ستستمر بالضرورة في المستقبل، كما أن خلو البشرة من حب الشباب في مقتبل العمر لا يضمن عدم الإصابة بحب الشباب في مراحل لاحقة من العمر، فربما يحدث ذلك في مرحلة انقطاع الطمث. يمكن إلقاء اللوم عادة على اضطراب الهرمونات! فالحقيقة أن الرجال قد يصابون بحب الشباب بعد سن البلوغ نتيجة لاختلاف مستوى الهرمونات لديهم في تلك المرحلة، في حين أن هرمونات المرأة تستمر في التأرجح طوال مراحل عمرها، وهذا ما يفسر ظهور البثور أثناء الدورة الشهرية. * ماذا عن العلاقة بين حب الشباب من جهة والغذاء والتوتر والإفراط في تنظيف الوجه من جهة أخرى؟ * هنالك الكثير من الخرافات المتعلقة بحب الشباب، وما يلي هو الأكثر شيوعاً من بينها: حب الشباب ينتج عن تناول أطعمة معينة تحمل هذه الشائعة جانباً من الصحة، وقد ساد الاعتقاد عبر الزمن أن هناك أنواعاً من الأغذية تسبب حبّ الشباب مثل الشوكولاتة والأطعمة الدهنية، رغم أنه لا توجد أبحاث تؤكد أن لها تأثيراً على حب الشباب. وتشير الدراسات إلى وجود علاقة بين السكر وحب الشباب. حيث يبدو أن الإصابة بحب الشباب تتفاقم بنسبة أعلى لدى من يتناولون بانتظام نظاماً غذائياً غنياً بالسكريات والكربوهيدرات مقارنة بمن يتبعون حمية غذائية من السكريات والنشويات. وكما هي الحال مع الشوكولاتة، والأطعمة المقلية، ومنتجات الألبان فمن غير المؤكد أنها السبب في حدوث حب الشباب، ولكنها تعتبر من العوامل الداعمة، فعلى سبيل المثال تصنف الكثير من منتجات الألبان مثل اللبن والآيسكريم بأنها عوامل مساعدة في التهاب سكر الدم. وقد وجدت الدراسات علاقة بين استهلاك الحليب وتفاقم حب الشباب، ومع ذلك فإن غالبية الأبحاث تدل على أن الهرمونات الموجودة بشكل طبيعي في الحليب تؤثر على توازن الأندروجينات (هرمونات الذكورة) المسببة لحب الشباب في أجسامنا، الأمر الذي يرجح أن تكون الألبان أقوى العوامل الغذائية التي تؤدي إلى حدوث البثور. تنظيف الوجه جيداً يساعد في إزالة حب الشباب إن الإفراط في تنظيف الوجه وفرك البشرة يزيدان حب الشباب سوءاً. ففي المقام الأول ينتج حب الشباب عن التقلبات الهرمونية التي تؤثر على الغدد الدهنية مما يخلق بيئة مناسبة لنمو البكتيريا المسببة لحب الشباب، ومن غير الصحيح الاعتقاد أن تنظيف البشرة العميق وفركها سيساعد في التخلص من حب الشباب بل إن ذلك يؤدي إلى التهاب البشرة مما يفاقم من مشكلة حب الشباب. الالتهابات الجلدية وما ينتج عنه من تهيجات في البشرة داخلية أو سطحية (لا سيما السطحية التي تنجم عن استخدام مكونات مهيّجة أو الماء الساخن أو الدعك المفرط) تؤدي حتماً إلى زيادة إنتاج الدهون واتساع مسامات الجلد وحدوث المزيد من البثور. ما يساعد فعلاً على التخلص من البثور هو استخدام منظف لطيف للبشرة حتى لا يؤذي طبقة الجلد الخارجية أو يسبب التهاب الجلد (وكلاهما يعيقان قدرة البشرة على الشفاء ومحاربة البكتيريا) واستخدام مقشر لطيف. ويحتوي منتج التقشير الفعال على حمض الصفصاف أو حمض الجليكوليك، ويحدث فرقاً في الحدّ من حب الشباب وما يخلفه من آثار وعلامات حمراء. القلق يسبب حب الشباب عموماً يعتقد أن القلق والتوتر يمكن أن يؤدي إلى حب الشباب، ولكن لا أحد يعلم بالضبط كيف يعمل، وهناك أبحاث متضاربة بهذا الشأن. في ظروف الحياة المختلفة يصعب تحديد العامل المسبب للقلق على وجه الخصوص، كما أن طرق علاج حب الشباب لا تختلف تبعاً للعامل المسبب للقلق. معجون الأسنان يعمل على شفاء البثور سريعاً غير صحيح على الإطلاق! لا يوجد أي من مكونات معجون الأسنان يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على حب الشباب أو تقضي على عيوب البشرة بل إنها تزيد الأمر سوءاً؛ فالبكتيريا الموجودة في الفم تختلف تماماً عن تلك الموجودة في مسامات الجلد والمسببة لحب الشباب. وعلى الرغم من أن المكونات مثل الفلورايد أو مونوفلوروفوسفات الصوديوم في معجون الأسنان تساعد في مكافحة البكتيريا في الفم، ولكنها على بشرتك يمكن أن تسبب بثوراً واحمراراً في أماكن التماس، كما أن النكهات المضافة إلى معجون الأسنان تسبب مشكلات إضافية للجلد ومن الأولى تفاديها. المكياج يسبب حب الشباب ليس الأمر كذلك، حيث لا توجد أبحاث تشير إلى أن مساحيق التجميل أو منتجات العناية بالبشرة تسبب حب الشباب، وليس هناك توافق في الآراء بشأن المكونات المسببة للمشكلة. في أواخر السبعينات أجريت بعض الأبحاث على جلد الأرانب باستخدام تركيزات 100 % من المكونات لتحديد ما إذا كانت أو لم تكن تسبب حب الشباب، ولكن في وقت لاحق تبين أن لا علاقة لها بالطريقة التي تستخدم فيها السيدات مساحيق التجميل ومنتجات العناية بالبشرة، وبالتالي لم يتم اعتبارها مفيدة بأي شكل من الأشكال. Your browser does not support the video tag.