كانت ساهمةً واجمةً، متقوقعة على نفسِها تضرب كفًاً بكف وتلومُ الأيام والسنونَ التي قضتها في عقدِ صداقاتٍ كثيرة في محيط عملها الرسمي،صداقاتٍ ظنت وأوهمت نفسها أنها ستكونُ ذات قيمةٍ ومغزىً جميل ومؤثر عليها وعلى تقدمها في العمل وفي الحياة. لكنها اصطدمت بعد سنواتٍ عجاف أن تلك الصداقات والعلاقات الأوهى من بيت العنكبوت ما كانت إلا كابوساً ووبالاً عليها وعلى إنجازها لأعمالها المنوطةِ بها، ولم تزدها تلك العلاقات غير المدروسة إلا تقهقراً وتراجعاً للخلف، فصار وقتها الثمين المخصص للعمل والإبداع ينقضي في قيلٍ وقال وفضولٍ وتطفلٍ على حياتها وحياة غيرها وفي استعراضات ما أنزل الله بها من سلطان!. أسرارها الشخصية، أسرار العمل، قصة حياتها باتت حكاياتٍ تُروى مابين الإدارات القاصية والدانية !. مللتُ جدا من ولولاتِها حول تلك الصداقات المزيفة القائمة على النفاق والمصالح. نظرتُ إليها نظرة عتابٍ، وأنا التي كنت في عهدٍ مضى قد حذرتُها من مغبة الإكثار من الصداقات في العمل وفي غير العمل دون تمحيص وتروٍ، وكيف أن اكتفاءها بصداقتها القليلة التي تعد على أصابع يدٍ واحدةٍ هي الأفضل والأسلم، فمعها وبها كان الإنجاز والإبداع شعارا، والذكر والطاعة ديدناً. مشكلة الكثيرات منا تأتي للعمل وتظنُ أنهُ المكان الُمنزهُ والمُقدّس والبيئة الصالحةَ لإقامة العلاقات الإنسانية السوية دائما. مع أن البشر هم البشر في العمل وفي الحياة العامة وفي كل مكان منهم الصالح ومنهم الطالح المراوغ، الحاسد المنافق، والحاسد (والمصلحجي) إلا من رحم ربي! ثم إن العمل مكان مخصصٌ للتركيز على أداء أعمالِ كُلِفنا بها لنؤديها بدقة ونظام وإتقان لا أن نترك أعمالنا لنُطارد الصداقات الوهميةَ التي قد تكون عبئاً علينا وعلى أعمالنا وتحولنا من مبدعين إلى ُمقصرين كسالى! لذلك أيتها البائسةُ المصدومة خُذيها نصيحة مني مجانية: اجعلي العمل للعمل وانتهجي مبدأ العلاقات الرسمية والزمالة في التعاملات اليومية، فعلاقات الزمالة أكثر احتراما وأحوط َفي التعامل، كوني مهذبة ومحترمة وقدري الأخريات، سلمي وابتسمي وبعدها انفردي بنفسك وعملك وابتعدي عن الطاقات السلبية وتجاهلي واعتزلي من يردن ضياع وقتك في سرد القصص والحكايا التافهة ! وثقي أنك ستنجزين أعمالك بدقة وحب، ويبدأ يومكِ وينتهي وتعودين لبيتك وأسرتك مُكللة بالراحة النفسية والعقلية وبلا تراكماتٍ ومشاكل جراء الصداقات العابرة المصلحية. آخر الكلمات: عندما أتأملُ في حال الصداقاتِ والمطبات الهوائيةِ التي تمر بها أحمدُ الله في سري أنني لم ولن أزيد رصيدي منها وأحمد الله على صديقاتي القديمات ذوات القلب الواحد والموقف الواحد والوجه الواحد (ندى). Your browser does not support the video tag.