من المعلوم أن الطريقة المعتادة التي ألفها الناس في تحليل سكر الدم هي تلك التي تكون باستخدام جهاز تحليل السكر المعروف عبر الوخز وعبر استخراج الدم. وهناك العديد من الأجهزة المستخدمة لهذا الغرض ومن عدة شركات مختلفة والمتوفرة في العديد من المستشفيات والصيدليات المختلفة. وقد حدث بلاشك تطور كبير في هذا المجال حيث أصبحت هذه الأجهزة تحتاج إلى قطرة صغيرة من الدم، وتنافست الشركات المصنعة لهذه الأجهزة في محاولة استخدام أقل قدر ممكن من الدم لإجراء تحليل السكر، وليس هذا فقط بل إن التنافس ارتكز على سرعة التحليل، فأصبحت الأجهزة الحديثة قادرة على إظهار النتيجة خلال ثوانٍ معدودة بدلاً من دقائق عديدة كما كان معمولاً به في الماضي. حالياً وكما هو معروف لدى الجميع، يُطلب من معظم مرضى السكري قياس مستويات الجلوكوز (وهو سكر الدم) عدة مرات في اليوم وذلك عن طريق وخز أصابعهم وإخراج قطرات من الدم توضع على أشرطة الاختبار الخاصة بأجهزة تحليل السكر المختلفة. هذا الإجراء الاختباري المعتاد لدى مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني هو إجراء يومي وروتيني ولكنه مرتبط بعدم الراحة والإحساس بالألم مما يؤدي للأسف إلى انخفاض الامتثال لمراقبة نسبة السكر في الدم لدى العديد من المرضى. وكما هو معروف ومن المهم أيضاً مراقبة مستويات السكر بصفة متكررة وذلك لتحكم أكثر في نسبة السكر في الدم الذي بدوره يقلل من خطر حدوث المضاعفات المرتبطة بالسكري (مثل فقدان البصر وبتر الأطراف والقصور الوظيفي الكلوي وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من المضاعفات). لذلك، يحتاج مرضى السكري إلى طريقة سهلة وفعالة من حيث التكلفة وغير مؤلمة لمراقبة مستويات جلوكوز الدم لديهم. لم تحقق معظم محاولات تطوير التقنيات دقة كافية في هذا الأمر وفشلت في العمل على مدى فترة زمنية طويلة لتحقيق ذلك ولإيجاد وسيلة غير مؤلمة لتحليل سكر الدم. إلا أن التطورات الحديثة في هذا الصدد أوصلت مريض السكري وخاصة مريض السكري النوع الثاني إلى جهاز جديد يستطيع مريض السكري بواسطته تحليل السكر وعرفة مقياس السكر عبر شحمة الأذن. يستخدم الجهاز أجهزة استشعار حرارية، بالموجات فوق الصوتية والكهرومغناطيسية لقياس مستويات الجلوكوز من نسيج شحمة الأذن دون اختراق الجلد. لديه سعة ذاكرة تصل إلى ألف قياس تقريبا، ويعرض أيضا بيانات التاريخ، ولديه منصة سهلة لتحميل البيانات. تُثبت نتائجُ الدراسات السريرية الحديثة التي أجريت في معهد PFÜTZNER للعلوم والصحة في ماينز، ألمانيا، أن هذا الجهاز آمن للاستخدام ولديه صحة ودقة مقبولتان. متوسط الانحراف بين قياسات هذا الجهاز المسمى egm1000 والدم الشعري هو 17.0 %. وهي نسبة جيدة جدا. وتشير نتائج هذه الدراسة أيضاً إلى أن 100 % من القرارات السريرية المستندة إلى قياسات هذا الجهاز المسمى egm1000 ستؤدي إلى العلاج المناسب والتغيير المناسب لجرعات العلاج. وتؤكد أيضاً التجارب السريرية الإضافية أن الجهاز سهل الاستخدام ويحظى بمعدلات قبول عالية بين مرضى السكري، وهما عاملان رئيسيان إضافيان لقبول ناجح لهذا الجهاز الجديد. ومع العبئين الاجتماعي والاقتصادي المتزايدين، المصاحبين لمرض السكري ومضاعفاته، فإن هذا الجهاز الجديد جيد لأنظمة الرعاية الصحية. يمكن أن توفر أو يكون بديلاً فعالاً من حيث التكلفة لكل من الطريقتين الحاليتين - وخز الأصبع ، الذي يستخدم شرائط اختبار قابلة للتخلص منها، أو أنظمة مراقبة مستمرة للجلوكوز المستمرة، التي تستخدم أجهزة استشعار تتطلب استبدالًا منتظمًا. ومن وجهة نظر اختصاصيي الرعاية الصحية ، فإن برنامج egm1000 يوفر رؤى أفضل حول أنماط جلوكوز المرضى بالإضافة إلى تسهيل الالتزام الطبي. الأهم من ذلك ، أنّ الجهاز له أيضا القدرة على منع أو تأخير تطور مرض السكري في المرضى المعرضين لخطر مرض السكري من النوع الثاني. من الواضح أن هذه الأجهزة وغيرها تمثل خطوة إلى الأمام في إدارة وعلاج مرض السكري، مما يُحدِث ثورةً في المراقبة الذاتية للجلوكوز لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني. كما أن لها القدرة على تحسين نوعية حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. تقدم هذه الأجهزة فرصةً مثيرة لإجراء مراقبة ذاتية غير مؤلمة ومريحة لمستويات الجلوكوز. الجدير بالذكر أن هذا الجهاز وهو الجهاز الذي يقيس نسبة السكر عبر شحمة الأذن يستخدم لمرضى السكري النوع الثاني وليس مرضى السكري النوع الأول وذلك لأن نسبة تأرجح وتذبذب مستوى السكر لدى مرض السكري النوع الثاني أقل من مرضى السكري النوع الأول. وهذا يدل على أن الجهاز يعمل بكفاءة في مرضى السكري النوع الثاني لأن تذبذب السكر أقل. ومن المعلوم أن معظم مرضى السكري من النوع الثاني لذا سيعود هذا الجهاز بفائدة عظيمة على معظم مرضى السكري. وامتداداً لهذا التطور فقد استمعنا جميعنا قبل فترة أنه يعكف فريق من العلماء المختصين على تطوير جهاز صغير يستطيع قياس مستوى السكر في الدم عن طريق محلول خاص بالأذن. وأن هؤلاء العلماء يأملون في إمكانية طرح الجهاز خلال عامين ليجنب مرضى السكر معاناة الحصول على عينة دم لقياس السكر. هذا الجهاز وغيره قد يكون في متناول اليد في المستقبل القريب. ويعتمد التحليل بواسطة الجهاز على تمرير سائل ملحي ذهبي اللون بالأذن لإبراز جزيئات شديدة الصغر في حالة اتحادها مع الجلوكوز الذي يظهر بوضوح في دم وبول المريض بالإضافة إلى الدموع. ويوضح العلماء أن درجة تركيز الجزيئات الصغيرة الناجمة عن اتحادها مع السائل الملحي تشير إلى مستوى الجلوكوز في الدم والتي يتم الجهاز ترجمتها إلى بيانات رقمية على الشاشة الصغيرة الخاصة به. Your browser does not support the video tag.