يشرع اليوم الاثنين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة للولايات المتحدة الأميركية. ويقول المحللون الفرنسيون إن أهم ملف شائك خلال هذه الزيارة هو ملف الاتفاق الذي كان قد أبرمته الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، فالرئيس دونالد ترمب يرى فيه أسوأ اتفاق وافقت عليه الولاياتالمتحدة، ويريد إخراج بلاده منه، أما ماكرون، فإنه يرى أن الاتفاق أفضل وسيلة لمراقبة سلوك إيران بشأن الحرص على امتلاك السلاح النووي، ويشدد ماكرون في المقابل على ضرورة منع إيران من تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي. وتأتي زيارة ماكرون إلى أميركا بعد عشرة أيام من الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية على سورية والرامية إلى ثني النظام السوري عن إعادة استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، كما تأتي الزيارة على خلفية نمو علاقة قوية خاصة بين الرئيس الرئيسين الفرنسي والأميركي بالرغم من وجود تباين بينهما في عدد من الملفات، ومن شأن هذه العلاقة القوية التي نشأت بين الرئيسين الانعكاس إيجاباً لا على العلاقات الثنائية فحسب بل أيضاً على العلاقات الأميركية الأوروبية وعلى بعض الملفات الأخرى الأساسية منها ملف ما يسمى الحرب التجارية القائمة بين الولاياتالمتحدة الأميركية من جهة والاتحاد الأوروبي والصين من جهة أخرى. الأبعاد الاقتصادية لزيارة ماكرون الجوانب الاقتصادية مهمة جداً في الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي، فهو يرغب في الاطلاع على السياسة التي اعتمدها نظيره الأميركي في مجال خفض الضرائب على الشركات وأرباب العمل على نحو يساهم في رفع الإنتاج والحد من مشكلة العاطلين عن العمل، كما يريد ماكرون إقناع أوساط المال والأعمال الأميركيين بأهمية الاستثمار في فرنسا بعد سلسلة الإصلاحات التي أقرها في هذا الاتجاه. أما الرئيس الأميركي، فإنه يعول على هذه الزيارة السعي إلى إطلاق تحالف أميركي أوروبي ضد الصين في ما يتعلق بملف الملكية الفكرية علماً أن الولاياتالمتحدة الأميركية كانت قد قدمت شكوى ضد الصين في 20 مارس الماضي لدى منظمة التجارة العالمية، وتتهم الولايات الأميركية الصين بعدم احترام حقوق الملكية الفكرية على براءات الاختراع الأميركية، كما تتهمها بالقرصنة المعلوماتية بهدف الاستفادة من التكنولوجيا الأميركية المتطورة. وتأخذ عليها أيضاً الشروط التي تفرضها على الشركات الأميركية بشكل خاص والغربية عموماً والراغبة في الدخول إلى الأسواق الصينية، وثمة قناعة لدى المحللين السياسيين والاقتصاديين الفرنسيين بأن هناك إمكانية لإنشاء تحالف أميركي أوروبي في هذا الشأن لمزيد من الضغط على الصين مقابل تخلي الرئيس ترمب عن قراره بفرض رسوم إضافية على منتجات الصلب والألمنيوم التي تصدرها دول الاتحاد الأوربي إلى الأسواق الأميركية. Your browser does not support the video tag.