تواجه الخدمات الصحية شأنها شأن أي قطاع صعوبات ومعوقات من شأنها التأثير على مستوى الخدمة، وبالتالي فإن هذا الأمر يقلق القائمين على شؤون هذا القطاع والذين يبذلون الجهد، ويقدمون ما في وسعهم لتذليل الصعوبات وخدمة المرضى على أكمل وجه، وإذا كان الدعم الفني له التأثير البالغ في تقديم الخدمة العلاجية بالمستوى المأمول بهذا الصدد، ويساهم بشكل كبير في تسهيل الأعمال، فإن الدعم المعنوي لا يقل أهمية، فارتفاع المعنويات يعني تحقيقاً لمستوى الثقة التي بدورها تنعكس على مستوى الأداء، لا سيما وأن قطاع الخدمات الطبية يتطلب حرصاً بالغاً، واحترافاً مهنياً يقلل من فرص حدوث الأخطاء الطبية، غير أنها في بعض الأحيان قد لا تنتج من عدم توافر الخبرة والدعم التقني بقدر ما تحوم مطرقة انخفاض المعنويات لتنال من مستوى الثقة وتحد من قدرة الذهن في التركيز، إن السعي الدؤوب لخلق بيئة عمل مستقرة وهادئة في المجال الطبي يعتبر حجر الأساس لتقديم خدمة علاجية تواكب التطلعات، وللحد من الأخطاء الطبية بهذا الصدد أو بالأحرى تحقيق الحد الأدنى إلى جانب التوعية الصحية بشكل عام فإن البيئة المستقرة المناسبة فرس الرهان. إن الحاجة ملحة لتفعيل التأمين ضد الأخطاء الطبية المرتبطة بصرف الدواء، فلا أدل من الطمأنينة حينما تغمر قلوب الصيادلة والصيدلانيات الشعور بالثقة طالما كان الاستناد على المولى عز وجل في المقام الأول ثم بعنصر التأمين، بل إن الحرص سيكون أوجب لتنشر الدقة أشرعتها وتبحر بالثقة إلى واحة اطمئنان مخيلة الصيدلي وما يحتويه ذهنه من منسوب للمعلومات الغزيرة والمتجددة المرتبطة بصناعة الدواء؛ لكي يتسنى أداء المهام على أكمل وجه، إلى ذلك فإن شركات التأمين بوسعها أن تسهم في المبادرة كأن يكون دفع مبلغ التأمين على فترتين أو أكثر. وبما أن الوقاية هي الغاية فإن تفعيل عناصر السلامة لا سيما ما يتعلق بمجال صرف الأدوية من خلال الرصد والتحليل واستشعار المخاطر ووفق الإحصاء الدقيق سيقلل -بإذن الله- من فرص حدوث الأخطاء، بل إنه يعتبر من الأولويات، إن المحافظة على الاعتبارات المعنوية وتعزيز الوعي المعرفي والحس المهني العالي وفي إطار خلفية أخلاقية سترتقي بمستوى هذه المهنة الإنسانية النبيلة وبالتالي فإنها ستنعكس على دعم صناعة الدواء، إن تحقيق أعلى درجات الانسجام بين الكوادر الطبية العاملة سيتيح المجال لاستثارة مكامن الإبداع والابتكار سعياً إلى توطين هذه الصناعة بحول الله وقوته ووفق رؤية العز والخير 2030 وبالله التوفيق. Your browser does not support the video tag.