شهد حوار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لمجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية تفاعلا واسعا واهتماما كبيرا من محللين سياسيين ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي لأهمية الجوانب والملفات التي تطرق لها اللقاء بشفافية ووضوح معهود. وقال المحلل السياسي مبارك آل عاتي إن حديث سمو ولي العهد يأتي استمرارا لسياسة المعالجة بالصدمة التي أحدثت فارقا لصالح التغيير في المملكة واعتبر أن حديث سمو ولي العهد كان في غاية الوضوح من حيث تناوله السياسة التي تؤمن بها المملكة وتعمل على تحقيقها خصوصا ما يتعلق بأمن المنطقة واستقرارها المهدد من نظام إيران الذي وصفه ولي العهد بأنه أحد أضلاع "مثلث الشر" إضافة الى تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي والتنظيمات الإرهابية التي انهكت الدول العربية تحديدا والعالم المحب للسلام. وأضاف آل عاتي أن الأمير محمد بن سلمان يتحدث من الدولة الأولى في العالم التي تشوهت في عهد باراك أوباما بتوقيع اتفاق «JCPOA» العام 2015، المعروف بمجموعة خمسة زائد واحد، الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، مع نظام إيران، وهو الاتفاق الذي أفضى إلى رفع العقوبات عنها مقابل تجميد نسبة من التخصيب النووي ونتيجة لذلك زادت نشاطاتها العسكرية وأطماعها التوسعية في المنطقة. ولفت إلى أن ولي العهد أراد تأكيد أن المشكلة ليست في الاتفاق بل في النظام الإيراني الذي استغل المبالغ المفرج عنها من اوروبا المقدرة ب100 مليار دولار لتغذية أذرعها الإرهابية في المنطقة. وأضاف أن في حديث ولي العهد أيضا إشارة واضحة إلى أن السلام في الشرق الأوسط يستلزم الاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتابع أن الحديث عن السعودية الجديدة التي باتت تلفت أنظار العالم أجمع بانفتاحها على الجميع وترحيبها بكل مستثمر يريد مشاركتنا تنمية وطننا وجعله في مقدمة الدول الأكثر ازدهارا ورقيا. من جانبه أوضح د. أحمد بن حسن الشهري محلل سياسي وخبير أمني أن من أبرز دلالات حديث ولي العهد ل"ذا اتلانتيك" أنه يتحدث بلغة الواقع وليس بلغة الخيال أو المأمول، وخطاب الواقع الذي انتهجه سمو ولي العهد هو الذي جعل العالم يُدهش بخطاب واضح وجرئ من مسؤول كبير يخاطب العقول بما تفهم ويمكن تطبيقه! فالسلام يتم وفق المبادرة العربية وحل الدولتين وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وعلى الصعيد الإيراني ومن يدور في فلكها من أحزاب ومنظمات وميليشيات فهم يشكلون مثلث الشر الذي لابد من محاربته وإيقاف تمدده ونشاطة بشتى الوسائل. وتحدث ولي العهد عن الإسلام الصحيح الذي جاء به الرسول الكريم ومافيه من سماحة ووسطية وحث على التعايش السلمي بين الأديان والشعوب وأن ليس فيه ما يدعوا للإقصاء ونبذ الآخر، خلافاً لما حصل من اعتساف واختطاف لوسطية الإسلام لفترات طويلة من الزمن من قبل أيدلوجيات اتخذت من الدين الإسلامي شعاراً لها لتحقيق أجندات مخالفة لنهج الإسلام القويم مثل جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش ومن سار على نهجهم من منظمات وجماعات، وفي الأزمة القطرية اختصرها سمو ولي العهد بأن الحل بأيدي حكام قطر متى ما أرادوه فنحن جاهزون وسنعود أصدقاء وأشقاء، كما تحدث الأمير محمد بن سلمان عن النهضة الإصلاحية في المملكة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والترفيهي وكل مجالات الأنظمة والتشريعات التي أظهرت الوجه الحقيقي للإسلام السمح السهل الذي يعطي المرأة كافة حقوقها وتتمتع بنفس الحقوق والواجبات التي يتمتع بها الرجل. وأشار ولي العهد إلى الأزمات التي تعصف بالوطن العربي كالأزمة اليمنية والسورية والليبية والتوغل الإيراني في المنطقة والابتعاد عن النهج الهتلري التوسعي على حساب دول الجوار. مبارك آل عاتي د. أحمد الشهري Your browser does not support the video tag.