المتحف الذي أقام الدنيا ولم يقعدها منذ افتتاحه وحتى اختطاف بعدما شُيّد وبُني على أرض من ذهب تبلغ ثلاثة ملايين ريال تقريبا، فكان حديث الحاضر والباد ونقطة جذب لكل الأندية الأخرى المحلية والعربية والعالمية لفترة لم تكن بالفترة الطويلة الأجل، فلم يدم هذا العمل الكبير سوى بضعة أشهر، حتى حدث مالم يكن في الحسبان، تم اختطافه وضاع العديد من كؤوسه ومقتنياته، وكانت البداية في مارس 2004. باكتمال التجهيزات للافتتاح الرسمي بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام السابق لرعاية الشباب سابقا وتكريم للاعب الوسط وقائد الاتحاد محمد نور بمناسبة حصوله على جائزة أفضل لاعب عربي، وفي مايو 2004 زار وفد فريق بن نجار اللبناني لكرة السلة المشارك في البطولة العربية بجدة ذلك العام ونيفيتشي الأوزبكي لكرة القدم متحف الاتحاد وأبديا إعجابهما بما يحتويه من كؤوس وبطولات ودروع، وفي نوفمبر 2004 الذي كان يصادف شهر رمضان عام 1425ه، تفاجأ العاملون بالنادي أن باب المتحف مفتوح من دون أن تُكسر أقفاله وقد أخذ منه بعض من مقتنياته أهمها كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الذي حققه الاتحاد أعوام (1999-2000-2001) وكأس نيشان الناظر وهو أول بطولة كروية تقام في المملكة عام 1351ه. والغريب في الأمر أن التحقيقات لم تصل لنتيجة شافية، فما حدث بعد ذلك لم يكن بأقل حالاً من سابقه وبسبب الغموض حول هذا الأمر فقد نادي الاتحاد بضعة كؤوس أخرى بالغة الأهمية ولم يعرف مصيرها إلى اليوم وهي نموذج كأس دوري أبطال آسيا تم تسليمه للاتحاد بعد فوزه بكأس اسيا 2004-2005، ونموذج يحاكي الكأس الأصل يتم تسليمه لكل نادي حقق بطولة دوري أبطال آسيا، وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين موسم 2008، وكأس بطولة دوري أبطال العرب موسم 2005، وكأس بطولة آسيا ال12 لكرة السلة موسم 2001. وفي مايو 2012 عثر على أحد الكؤوس في حراج الصواريخ جنوبجدة وهو كأس السوبر المصري السعودي الذي حققه الفريق بعد فوزه على الأهلي المصري، إذ اشتراه أحد محبي اقتناء التحف والآثار وهو لا يعلم أن هذا الكأس له صفة اعتبارية خاصة ويحمل اسماً غالياً على قلوب جميع الرياضيين وبالتواصل مع مسؤولين اتحاديين تمت إعادة الكأس إلى متحف النادي، وفي أبريل 2017 أطلقت إدارة نادي الاتحاد فكرة متحف اتحادي متنقل يتم فيه عرض الكؤوس الاتحادية وقصاصات من تاريخه تزامناً مع الاحتفال بمرور 90 عاماً على تأسيسه وفي هذا المتحف ظهر نيشان الناظر بعد غياب، وكذلك ظهر مفتاح الاتحاد وهو الرمز التاريخي الذي يرافق كل رئيس نادي طوال فترة رئاسته ويسلمه لمن بعده. أخيرا وصل الاتحاديون إلى الربع الأول من 2018 ومازالت بعض الكؤوس في عداد المفقودات ويشاع بين أوساطهم أن أحدها في حيازة أحد رؤساء النادي السابقين والآخر لدى لاعب سابق بالنادي وثالث حلت رحاله في الوسط الفني وتتمنى الجماهير «العميد» أن تجد هذه المشكلة صدى واسعاً لدى الهيئة العامة للرياضة لتتدخل بكل حزم لحل هذه المشكلة الغامضة وإعادة حقوق الوطن ومكتسباته إلى أحد أنديتها الرياضية العريقة نادي الاتحاد، فالتاريخ لا يُمحى والحق لابد أن يعود لأصحابه، فكيف إن كان صاحب الحق رياضة وطن. Your browser does not support the video tag.