التعليم هو الأولوية الأولى في بلادنا ولله الحمد، اهتماماً ورعاية من ولاة الأمر -حفظهم الله-، وهو كذلك لكل الدول التي أدركت أثر التعليم ودوره الريادي في التنمية، ويعتبر التعليم الأساس التنموي للإنسان والمكان، والمسؤول الأول عن الرقي الحضاري للأمم، وهو مسؤولية مجتمعية، ولا يجب أن ينظر للتعليم على أنه مسؤولية وزارة التعليم فقط، فالجميع مسؤول عن التعليم بدءاً بالفرد ثم الأسرة ثم المؤسسات المختلفة، ويرى بعض المختصين في التقويم أن الحكم على نجاح التعليم في تحقيق أهدافه يتم من خلال الأثر الذي نراه ملموساً في الحياة العامة وفي الممارسات السلوكية للمواطنين احتراماً للأنظمة ونظافة للشوارع، والحدائق العامة، ومحافظة على الممتلكات العامة، وانخفاضاً في معدلات الجريمة، وترشيداً في الاستهلاك العام والخاص، وتدنياً في معدلات الأمراض المزمنة وغيرها، وكل هذه الجوانب هي مسؤولية مباشرة وغير مباشرة لجهات متعددة حكومية وخاصة، ومع ذلك تجد التعليم يسهم بقوة في تحقيقها، فكلما كان التعليم جيداً وفاعلاً فسيكون المخرج وهو الطالب مهيأ ويمتلك المهارات والقيم الأساسية التي تجعل منه طبيباً أو مهندساً أو جندياً أو قاضياً ناجحاً، وهذا يعني أن نجاح التعليم في تحقيق أهدافه هو نجاح لهذه الأجهزة الحكومية في مهامها ومسؤولياتها، ومن هنا نقول: إن التعليم شريك إستراتيجي لكل المؤسسات الحكومية والخيرية والخاصة، ومن هذا المنطلق يعتبر دعم هذه المؤسسات للتعليم وبرامجه هو في حقيقة الأمر دعم لبرامجها المستقبلية، ولذلك أرى أن تتضمن خطة أي مؤسسة محوراً يتعلق بالتعليم يتضمن:- 1 - التنسيق مع التعليم في المتطلبات الأساسية لأهداف المؤسسة والتعريف بها من خلال برامج المدارس ومناشطها المختلفة. 2 - التقدير المعنوي للمعلمين ودعمهم من خلال تقديم مميزات خاصة بهم كإعطائهم أولوية في تقديم الخدمات واستقبالهم والاحتفاء بهم عند مراجعتهم لتلك الجهات، أليس من حق المعلمين وهم من أسهموا في إعداد ذاك المهندس وهذا الطبيب وهؤلاء المسؤولين أن يحظوا بدعمهم ومساندتهم تقديراً لهم ورداً لجميلهم. 3 - المشاركة في مناشط المدارس المختلفة وإثرائها بالمعارف والمهارات اللازمة. إن التعليم هو العامل الأهم لتطوير وتحسين أداء جميع المؤسسات الحكومية والخاصة وهو الذي يصنع القيمة المضافة لها، وأي مؤسسة تضع ضمن أولوياتها دعم التعليم والتشارك معه فأرى أنها قد رسمت طريقاً لنجاحها الحاضر والمستقبلي وساهمت مساهمة حقيقية في نمو وازدهار الوطن. * مدير عام التعليم بالقنفذة Your browser does not support the video tag.