حققت بلادنا بفضل الله إنجازا جديدا يضاف لإنجازاتنا المتتالية ولا يمكن لي أن أتجاوزه حتى وإن كنت متأخرًا بالتعليق عليه فهو حدث غير عادي ولا يمكن له أن يمر دون تعليق، فعندما أعلن وزير الطاقة عن انطلاق البرنامج الوطني الذري بعد تلقيه الضوء الأخضر من مجلس الوزراء الذي أقر السياسة الوطنية للطاقة الذرية ليتوج بلادنا بامتلاك كبرى كنوز الطاقة المتجددة وغير المتجددة في العالم أجمع، فرصيدنا من الطاقة الشمسية والنفطية ومشتقاتها والنفط الصخري والغاز التقليدي وغير التقليدي والرياح في بعض أجزاء المملكة الحبيبة ثروة وطنية ضخمة بفضل الله وعلينا أن نحسن توظيفها جيدًا لتحقيق أقصى درجات الفائدة والنفع العام للارتقاء ببلادنا نحو مصاف الدول المتقدمة. وبما أن المفاعلات الذرية أمر لم نعهده من قبل في بلادنا ولم يسبق لنا التعامل مع هذه المنظومة المعقدة بجميع مكوناتها الإنشائية والتشغيلية والإنتاجية والأمنية والبيئية سنحتاج بكل تأكيد لعمل دؤوب واستقطاب سواعد وعقول سعودية غير عادية لسد احتياجات ومتطلبات هذه القطاعات التخصصية الجديدة، وبما أننا نمتلك رصيدا ضخما من الطاقات البشرية السعودية فعلينا البدء من فورنا بإعادة هيكلة بعض التخصصات في جامعاتنا ومعاهدنا الفنية وتطويرها لتتواكب مع متغيرات منظومات الطاقة الشمسية والذرية والرياح وغيرها من الطاقات الكامنة في بلادنا بفضل الله، لذلك علينا تأهيل أكبر عدد ممكن من الاحتياجات الفعلية في مجالات هندسة وتشغيل الطاقة المتجددة فما هو موجود اليوم من أقسام صغيرة وبرامج دراسات عليا محدودة في جامعاتنا لا تتواكب مع حاجات ما نحن مقبلون عليه بمشيئة الله من نقلة نوعية في مجال الطاقة واستخداماتها، كما على شبابنا أن ينظر لأبعد من التخصصات الحالية والتي تشبّع منها سوق العمل ولم تعد مجدية لمتطلبات المرحلة القادمة وعليه تغيير اتجاه بوصلته وقراءة مستقبل سوق العمل وتحديد أولوياته ومساره التعليمي على المدى المتوسط والبعيد بما يتوافق مع متطلبات الرؤية خاصة أن ثقافة المجتمع ونظرته قد تبدلت نحو الوظائف المهنية والحرفية وأصبحت من الأهمية بعد أن كانت تتذيل قائمة الرغبات. لكن الدور الأكبر للنجاح في هذا التحدي الكبير يقع أولًا وآخر على عاتق المسؤولين من وزراء وتنفيذيين وكيفية إدارتهم وتنسيقهم فيما بينهم لإدارة هذا العمل الجبار والتنسيق بين كل الجهات المعنية ضمن برامج معتمدة لتأهيل شبابنا كل في اختصاصه لنتمكن من توطين تلك المنشآت الحيوية بطاقات بشرية سعودية مؤهلة لتحقيق سياسات الدولة العليا ورؤية 2030، فبلادنا في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العالم بحاجة لعقول نيرة واعية مسؤولة تسهم في بناء ونجاح قفزاتنا نحو مواكبة المستقبل حيث لا مكان للمتقاعسين والمنظرين فكل الجهود يجب أن تنصب على العمل في كل المسارات والاتجاهات محلية كانت أو دولية وبتوازٍ يحقق لنا إنجازات سعودية غير مسبوقة تضاف لرصيد إنجازاتنا الوطنية الكبرى بعون الله. Your browser does not support the video tag.