ما الذي أوصل المهاجم المصري و «الهداف» في ليفربول الإنجليزي محمد صلاح لمكانة وضعته ضمن نجوم عالميين تحيط بهم الأنظار ويتابعهم الإعلام وتزحف خلفهم الجماهير ويتمناهم كل المدربين؟.. هو عربي ولم يولد في إنجلترا أو ألمانيا أو إسبانيا أو إيطاليا، ولد في حي مصري متواضع، ولم يحلم ويصل لمكانته الحالية لولا أن هناك موهبة وعقلا وتعاملا مع مختلف الظروف، كل ما ارتفعت نجوميته، زاد تواضعا ورغبة بالمزيد من العطاء والتألق، هناك لاعبون عرب لماذا لم يصلوا إلى مستواه وحجز مكانة في فريق كبير مثل ليفربول؟..هل هذا سهل على أي لاعب؟.. طبعا لا ولكن صلاح يكشف بوضوح جهل الكثير من اللاعبين العرب وأن همهم بالدرجة الأولى كيف يحصلون على أعلى عرض لا من خلال مستواهم المفيد لهم وللفريق، إنما بالمجاملات لهم من الإدارات والإعلام والجماهير العاطفية التي تحكم على اللاعب من أول «تسحيبة» ومع أول هدف وهل يسجل في النادي المنافس أم لا؟. نجم ليفربول لم يلعب الكرة فقط ويأسر قلوب محبي فريقه والإنجليز وعشاق الكرة الجميلة، إنما أصبح يقدم رسالة رياضية عنوانها (التألق لا تحكمه معايير إن كنت أوروبيا أو من أي قارة أخرى)، يحكمه الطموح والوعي والاحتراف الصحيح والانضباط وعدم التعالي والغرور، والتركيز على تطوير الأداء في التدريبات والمباريات حتى أضحى أفضل لاعب عربي فضلا عن ترسيخ إقدامه في قائمة واحد من أقوى الأندية في معقل كرة القدم، هل فكر بقية اللاعبين العرب لماذا نجح في أوروبا مع بازل السويسري أولا ومن ثم تشيلسي الإنجليزي وفيورنتينا وروما الإيطاليين وليفربول حاليا وتحقيق العديد من الألقاب؟.. وكيف أصبح الألماني يورغن كلوب يعتمد عليه ويثني على قدراته ونجوميته؟ لو استوعبوا ذلك سيصلون إلى مستواه، ولكنهم يرون أن التألق في المحيط الداخلي أو الإقليمي هو الطموح الأكبر، وهنا قيمة وعي اللاعب وهل يذهب به بعيدا أم يجعله في واد والاحتراف الحقيقي في واد آخر؟. شكرا محمد صلاح فأنت لم تقدم لنا متعة كرة القدم وأصولها على أرض الواقع وجعل كل عربي يفخر بك ويعجب بموهبتك وما تقدمه من أعمال خارج الملعب بدعم الضعفاء في مسقط رأسك قرية نجريج المصرية، إنما قدمت لنا كيف أن الإرادة والوعي والاحتراف في كل شيء الطريق إلى التألق والوصول إلى مكانة نجوم عالميين، لا يمكن أن يصل إليها لاعب عربي كسول انخدع به الإعلام والجمهور وحتى المدربين. Your browser does not support the video tag.