في كل خطوة يخطوها ولي العهد - حفظه الله - سواء في الداخل أو الخارج نترقب دائماً قرارات ستصدر وبرامج ومشروعات سترى النور قريباً؛ لنفرح بها وتكون دعماً للوطن والمواطن وللاقتصاد بشكل عام. في جولته الأخيرة إلى مصر والمملكة المتحدة قفزنا خطوات إلى الأمام، في مصر تمت الموافقة والتوقيع على العشرات من المشروعات التي تبشر بمستقبل زاهر بين الدولتين، ومن خلال قراءات متمعنة حول أهم المشروعات، نجد أنها ذات بعد استراتيجي، وليست مجرد مشروعات عملاقة اقتصادية تنمي المنطقة وتجلب الوظائف لأبناء وبنات المنطقة، فهي مشروعات لها أبعادها الحيوية من ناحية الأمن للمنطقة، ومن ناحية أخرى هي حيوية وترسم مستقبل المنطقة وعلاقاتها مع جيرانها وبلا شك، وهذا من أهم الأهداف أنها تمثل نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، والذي استمر منذ العام 1948، ولازلنا في حالة متذبذبة بين تراجع وتقدم، إذ نذهب بعيداً تارة ثم نعود للمربع الأول، ومن دائرة إلى أخرى فهذه المشروعات تنمي المنطقة وتجذب الاستثمارات الخارجية والشركات العالمية، ومن البديهي والمنطقي أن تبحث هذه الشركات العملاقة عن الأمن والاستقرار لتكون استثماراتها في أمان، ومما لا شك فيه أنها - أي الشركات العالمية - تبحث عن الأرباح، ومن البديهي أيضاً أن الأرباح لا تأتي من خلال الخراب والدمار والحروب، بل في أجواء مستقرة ومجتمعات متصالحة وبيئة صالحة للإنتاج والعمل، هنا تكمن أهمية تلك المشروعات والزيارات لمختلف التيارات والأقطار. برنامج الزيارة يوحي لك وتقرأ فيه ملامح التغييرات الجيوسياسية للمنطقة ومستقبل الأعوام القادمة لتلك البقعة الجغرافية من العالم المليئة بالخيرات، ولكنها لم تستثمر الاستثمار الأجدى والأنسب كمنطقة تاريخية منذ ملايين السنين عرفتها الحضارات السابقة واستوطن فيها ملايين البشر من مختلف الأجناس والأطياف، منطقة تمتلئ بالخير وتحت سهولها وفوق هضابها ومن جوف بحارها كنوز لم تكتشف بعد، هي منطقة حيوية للعالم أجمع ومن هنا جاءت نظرة القائد الاستراتيجي محمد بن سلمان لهذه المنطقة ( ومشروع "نيوم" أول الغيث وأول الاستثمارات التي ستنعش المنطقة وتعيدها إلى تاريخها وإلى الاستفادة من خيراتها وتراثها وعبقها وإرثها ). برنامج الزيارة يحمل العديد من الإيجابيات والتطلعات ومن الإنصاف بنا أن نقف عنده ونحلل أبعاده، ونتوقف عند خطواته الآنية والقادمة، وألا تمر تلك الزيارة دون تمعن في مغازيها ورسائلها العميقة، فلها أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتنم عن قفزات هائلة في العلاقات السعودية - المصرية، فزيارة قناة السويس وتوقيع عقود هناك "في الإسماعيلية" وزيارة البابا وشيخ الأزهر، والقيام بجولة في دار الأوبرا وحضور عرض مسرحي هناك جميعها رسائل تصب في إطار واحد ومنظور واحد وهدف واحد، وهي رسالة للعالم أجمع وبالذات رسائل للمجتمع السعودي ولبعض التيارات في الداخل أن مجتمع 2018 لم يعد كما كان في السابق، وأن التغييرات الثقافية والاجتماعية في المجتمع السعودي تسير بخطوات ثابتة متلازمة مع المحافظة على الثوابت والتعاليم الإسلامية والعادات والتقاليد ولكنها بنفس الوقت تنحدر تحت التوجه العالمي والنظرة المستقبلية للمجتمع السعودي لمواكبة الأحداث العالمية، ومشاركة شعوب الأرض في الحب والسلام والتعايش وصناعة الأمل والمستقبل والمشاركة الفاعلة بصناعة عالم رقمي هدفه أن يكون الفرد في شرق الأرض وغربها متواصل مع الأخر مكملاً له لا متناقضاً معه، بل هو شريك في تنمية العقول وصناعة العقول واستثماراتها. الآثار الإيجابية للزيارة تنعكس على المنطقة والعالم جولة ولي العهد تعني لنا كسعوديين الشيء الكثير وتعني للعالم أجمع أن المملكة لم تعد كما كانت، وأنها أصبحت شريكة أساسية في الإنتاج والصناعات والمشاركة الفاعلة مع شعوب الأرض وحكوماتها في صناعة المستقبل. تحظى جولة الأمير محمد بن سلمان بتأييد عالمي من مختلف الأقطار والقنوات الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية وقد كُتبت مقالات من قبل صحفيين محايدين ربما نختلف معهم في بعض الجزئيات حول بعض القضايا العالمية ولكنهم هنا أظهروا اتفاقهم على محتوى وأهمية الزيارات وآثارها الإيجابية على المنطقة وفي العالم . جولة ولي العهد سيكون لها مردودات إيجابية قريبة جداً فقط انتظروا النتائج خلال المستقبل القريب.. والقادم أجمل. Your browser does not support the video tag.