تتقدم الأمم بشبابها وطاقاتها البشرية ونحن كجزء لا يتجزأ من مكونات النسيج البشري لهذا الكون وجب علينا أن ننهج نهج الأمم التي سبقتنا بسنوات في مجال التقدم والتنمية، ومن أساسيات بناء الفرد الصالح إنشاؤه في بيئة تربوية صحيحة، ولا يخفى على أحد في أوقاتنا الراهنة ما يعانيه المعلم من كبوات تعيقه لتقديم أفضل ما لديه للخروج بجيل يعتمد عليه في بناء مستقبل ونهضة الأمة، ولو حاولنا التمعن في رواتب المعلمين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص سنجدها شحيحة ولا ترقى إلى جزء يسير مما يقدمه هذا الإنسان الذي لابد لنا من خلق بيئة نفسية جيدة ومستقرة لكي يعطي بكل طاقته وبأريحية تامة، فعلى سبيل المثال المدرس المقيم يتقاضى أجراً لا يكاد يسد رمق جوعه هو وعائلته، وناهيك عن مصاريف الإيجار وتعليم الأبناء و..... وإلخ من المصاريف الحياة اليومية، وهذا الراتب البسيط (وهنا أتكلم عن مدرسي القطاع الخاص) يضطره إلى أن يعمل سائقاً بعد الدوام أو العمل في مكتبة أو مكتب عقار إلى ساعات متأخرة من الليل، وهذا بالتالي ينعكس سلباً على أدائه الوظيفي الأساسي المنوط إليه؛ وهو أن يقوم بتخريج أجيال يعتمد عليها لتكون نواة النهضة في مجتمعنا، ولابد أن نذكر بأن اقتصادنا من أقوى اقتصادات العالم، لذلك يجب أن يكون قطاع التعليم هو الهاجس الأول لدى الحكومة في الإنفاق الصحيح، ويجب أن يكون من يُستقدم إلى البلد لهذه المهنة شخصاً ذا علم وخبرة في التعليم، ويتم إخضاعه للجنة مختصة تقوم بتقييمه وتلخص مدى صلاحيته للعمل في بيئتنا من أجل أن يكون هذا المعلم كفواً لأن يحمل الأمانة الملقاة على عاتقه، ولا ننسى من هم حديثو التخرج من أبنائنا، فيجب أن لا توكل لهم أية مهمة تعليمية إلا أن يكونوا قد اجتازوا سنين تدريب في مدارس عالمية محلية، ويتم إلزامهم عن طريق الوزارة لتدريب هؤلاء الخريجين الجدد؛ ليمنحوا فرصة خوض غمار مهنة التدريس وحصولهم على نتائج طيبة تخولهم حمل هذا الاسم، أضف إلى ذلك أنه يجب على كل أولياء الأمور متابعة أبنائهم بشكل دوري ومنتظم لما فيه من فائدة، وذلك لحرص الطالب على أن يظهر أمام ذويه بمظهر يجعله يفتخر أمامهم بأنه على الطريق الصحيح، وعدم السؤال عنه يجعل الطرفين (المعلم والطالب) غير مكترثين للنتائج مطلقاً، ولابد لنا على سياق ذكر التعليم أن نذكر التجربة الماليزية التي قفزت إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال وكلمة مهاتير محمد رئيس الحكومة السابق «أترك لكم كل الوزارات واتركوا لي إصلاح التعليم». والتجربة الفلندية التي أبهرت العالم، ولابد أن نذكر أنه كلما صلح المدرس صلح حال الطالب وبالتالي صلح المجتمع بأسره، وأنتج أجيالاً أصحاء يسيرون على الطريق الصحيح للارتقاء بالأمة لتكون في مصاف الدول المتقدمة. Your browser does not support the video tag.