حظي اكتشاف الرسوم المنحوتة لعدد من الجمال في أحد الجبال بمنطقة الجوف شمال المملكة باهتمام واسع في الأوساط والمراكز البحثية العالمية المهتمة بالاكتشافات الأثرية. واعتبر عدد من الباحثين أن هذا الكشف للبعثة السعودية الفرنسية المشتركة للتنقيب في موقع دومة الجندل يعكس الثراء الكبير للنقوش والفنون الصخرية في شمال المملكة، حيث سجلت البعثة (56) موقعاً للفنون الصخرية. وكان تقرير علمي نشر في حولية الأطلال الصادرة عن قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتزامن مع مجلة Antiquity التابعة لجامعة كامبردج البريطانية قد تطرق لهذا الكشف ضمن تقرير علمي مفصل، حيث أشار إلى عدد من الجمال المنحوتة بالحجم الطبيعي، يعود عمرها إلى ما قبل 2000 سنة، وتضررت بعض هذه المنحوتات بسبب عوامل التعرية. وأشار التقرير إلى أن الموقع يعد دليلاً جديداً لتطور الفن الصخري العربي، ويبدو أنه كان جاذبًا لصانعي الحجارة ذوي المهارات العالية. وقد تمّ توثيق اكتشاف الموقع في المحاضرة التي قدمها رئيس الجانب الفرنسي في البعثة الدكتور قيوم شارلوكس في ملتقى آثار المملكة الأول الذي أقيم مؤخراً بالرياض، كما نشر الفريق السعودي في البعثة الذي يمثله حسين الخليفة وثامر المالكي بحثاً مفصلا عن أعمال المسح الأثري لمواقع الفنون الصخرية في منطقة الجوف. وتضمنت الدراسات المقدمة عن أعمال المسح "فن النقش الصخري البارز في الجزيرة العربية قديما" كدليل جديد على هذا الأسلوب في الفنون الصخرية من منطقة الجوف الذي كُشف عنه في مواقع أخرى من الجزيرة العربية في مواقع الحائط ومدائن صالح والبدع وقرية الديسة. وخلصت نتائج المسح الأثري إلى أنّ أغلبها يتركز حول مواقع البحيرات القديمة ودروب التجارة القديمة. ويعد موقع الجمال من أبرز مواقع الفنون الصخرية المكتشفة ويقع في قلب واحة سكاكا ويتألف من ثلاثة جبال يضم أحدها رسما لجمل عربي رافعاً رأسه وباركاً على قدميه، ورسما آخر لجمل وحمار لم يتبق من صورة الجمل سوى رقبته وسنامه، كما لم يتبق من رسمة الحمار سوى رأسه وقائمتيه الخلفيتين وظهره، كما يضم الموقع رسما آخر لناقة وحوارين الأول يتقدمها والآخر يتبعها. Your browser does not support the video tag.