ارتفاع الكلسترول هو أقوى أسباب جلطات القلب في الكائن البشري حسب ما أوضحت الدراسات الطبية الحديثة , وهناك أسباب وراثية وأخرى مكتسبة وغالبها المكتسبة بلا شك لأنها ضريبة طبيعية لنمط الحياة العصرية بمأكولات مليئة بالدهون الحيوانية وقلة الحركة وارتفاع حدوث السكري وضغوطات الحياة العصرية...وهناك عدة طرق لإنزال الكلسترول سنتكلم عنها وعن فاعليتها وسنركز الحديث حول بعض التطورات الحديثة التي تلوح في الأفق. الحمية والرياضة ويقصد بها أربعة تغييرات :تقليل الدهون الحيوانية,الإكثار من الخضروات والفواكة,إنزال الوزن وإيقاف التدخين والابتعاد عن الكحول وتجنب التوتر والقلق وكذلك التركيز على الرياضة الهوائية " الايروبيكس" التي ترفع نبضات القلب مثل المشي والركض والسباحة...الخ وغالب هذه الطرق تخفض الكلسترول الضار في حدود 7 الى 10 %. أدوية تقلل امتصاص الدهون: مثل الايزيتمايب حيث يقلل امتصاص الدهون من الأمعاء وتكون نسبة إنزال الكلسترول الضار من 10 الى15 %. مجموعة الستاتين هي أدوية كانت ومازالت فعّالة لإنزال الكلسترول الضار وتختلف نسبة النزول من 20 إلى 60 % حسب نوع الدواء وجرعته ولكن هناك عدة تحديات تواجهها تلك المجموعة من الأدوية, أولها نسبة الالتزام بها منخفضة حيث إنها من أكثر أدوية القلب عدم التزام بها في جميع أنحاء العالم حسب الدراسات العلمية المنشورة. ثانيها الأعراض الجانبية وخصوصا آلام العضلات عند تفاعلها مع أدوية معينة أو أنواع معينة من العصير مثل الجريب فروت وكذلك ارتفاع إنزيمات الكبد التي تحتاج إلى متابعة طبية. ثالثها عدم فاعليتها في التحكم بالكلسترول الوراثي العائلي التي تكون نسبة الكلسترول الضار فيه حوالي 500 الى 600 ملغ في الديسيلتر بل أكثر في بعض الأحيان . غسيل الكلسترول من الدم: كما في الغسيل الكلوي حيث يتم إزالة البروتينات الدهنية التي تحتوي على البروتين الدهني (أ) والبروتين الدهني منخفض الكثافة ومنخفض الكثافه جداً..ويتم ترشيح ذلك بمحلول ديكستران وأنسجة السيلولوز ويتم تنفيذ الغسيل مرة إلى مرتين في الأسبوع الواحد..وهي مكلفة جدا وتحتاج إلى انتظام مستمر في العلاج والمتابعة وليست موجودة في كل مستشفى وتصل نسبة الفعالية من 50 إلى76 %. PCSK9i الأدوية الحديثة وهي أدوية حديثة في طريقة علاج الكلسترول وبالذات الوراثي وتؤخذ على شكل حقن تحت الجلد مرة كل أسبوعين وأحياناً مرة واحدة شهرياً ويمثل ذلك الأجسام المضادة المثبطة للأنزيم البروتيني (مميع للسيرين) وهو إنزيم يوجد بشكل رئيسي في خلايا الكبد والأمعاء ووظيفته أن يقلل مستقبلات الكلسترول الضار على جدار الخلية حيث يقوم النشاط الأنزيمي بأخذ الكلسترول الضار مع المستقبلات داخل الخلية وعدم إعادة تدوير المستقبلات على جدار الخلية وبالتالي فإن الأدوية التي تثبط نشاط هذا الإنزيم (مثل الاجسام المضادة) تؤدي إلى ارتفاع مستقبلات الكلسترول الضار على جدار الخلية الكبدية وبالتالي هبوط الكلسترول الضار بصورة أكثر فعالية.. وهناك نقاط مهمة يجب معرفتها عن هذه المجموعة من الأدوية للمرضى والأطباء على حد سواء: أولها: أنها لاتغني عن أدوية الكلسترول الاعتيادية الستاتين ولاتؤخذ لوحدها فمازالت قوانين هيئة الغذاء والدواء الأميركية تنص انها تستخدم حتى تاريخه في ارتفاع كلسترول الدم العائلي الذي لم يستجب على الأدوية المعتادة بالجرعات الموصى بها علمياً وهي نسبة قليلة جدا من مرضى ارتفاع الكلسترول في العالم وكذلك في من لم يصل إلى الهدف المطلوب من الكلسترول في المرضى بعد "الانتظام على الجرعات الموصى بها علمياً"الذين يعانون تضيقات او انسدادات في شرايين القلب التاجية أو الطرفية وهي نسبة قليلة كذلك ..ولذلك حتى تاريخه فإن الشريحة التي ينطبق عليها الاستخدام العلمي الرسمي لهذه الادوية الحديثة شريحة ضيقة جدا من المرضى ويجب عدم التوسع في ذلك تحت إغراء المؤثرات المالية لأي طرف. ثانيا: إذا "انتظم" المريض على أدوية الكلسترول الستاتين "بالجرعات الموصى بها" علميا فان "الغالبية العظمى" من المرضى لايحتاجون إضافة هذه الأدوية الحديثة حسب توصيات هيئة الغذاء والدواء الاميركية وكذلك مؤسسة تنظيم الأدوية الكندية. ثالثا:اقترح أن يكون هناك رقابة عالية جداً لعدم إساءة استخدام الأدوية الحديثة لأنها مكلفة مادياً ويجب ألا تستخدم إلا بعد استخدام جرعات عالية من الستاتين ويجب الا تستغل الشركات المسوقة تكاسل الطبيب في كتابة الجرعات الموصى بها من الستاتين اوتكاسل المريض بأخذ الدواء كنافذة تسويقية لتلك المنتجات الحديثة وكذلك تكون أعراضها الجانبية تحت برنامج متيقظ لمراقبة أعراضها الجانبية لأن التجربة البشريه عليها محدودة حتى تاريخه لاتتعدى 4 سنوات. رابعا: إنها ليست خالية من الأعراض الجانبية فهناك تغيرات في موضع حقن الدواء فقد يكون هناك تورم أو ألم أو كلاهما وتحدث تقريبا في واحد من كل عشرة مرضى يستخدمون الدواء ولذلك يجب تغيير مواضع الحقن .وقد يتطور الأمر إلى طفح جلدي وحكة في موضع الحقن وخارجه في النادر من الحالات. ولم يثبت حتى الآن أنها تؤثر على وظائف الدماغ العصبية حسب دراسة واحدة أجريت على 1974 مريضاً كجزء من دراسة فورير. ومن المهم معرفة ان هناك دراسات متضاربة حول زيادة هذه الأدوية لفرصة دخول فيروس الكبد الوبائي(جي) للكبد ونحتاج إلى مزيد من الدراسات بهذا الخصوص لإزالة اللبس في هذه النقطه تحديدا. وأخيرا فإن هناك دراسات طبية على القوارض ان زيادة إفراز الصفراء قد تزيد حدوث سرطان القولون ولكن حتى تاريخه لم يثبت علميا ان هناك زياده لسرطان القولون في من يستخدم هذه الأدوية خلال 4 سنوات من بدء العلاج وهو طول فترة خبرتنا العلمية مع هذه الأدوية. والخلاصة: إنه مازال أمام العلم الحديث الكثير من التحديات في علاج الأمراض المزمنة ولكن تظل الوقاية والحمية لاتقدران بثمن لمن يستطيع ذلك. للتواصل مع مشرف الصفحة:عبدالرحمن محمد المنصور[email protected] Your browser does not support the video tag.