يعتقد البعض خطأ أن مرض هشاشة العظم هو مرض مختص بكبار السن والبالغين. والواقع أن مرض هشاشة العظم يصيب الكبار والصغار معا. وهو بلا شك يصيب الكبار بنسبة أكبر من الصغار. هشاشة العظام مرض يؤدي إلى نقص متزايد في كتلة العظام وتدهور في النسيج العظمي، مما يؤدي إلى ضعف العظام وازدياد احتمالية الكسور. يطلق على مرض هشاشة العظام اللص الصامت لأن النقص في كثافة العظام يحدث بدون أعراض أو سابق إنذار. وهي تصيب الرجال والنساء وتزداد بتقدم العمر، إذ إن امرأة واحدة من كل أربع نساء ورجل واحد من كل ثمانية رجال ممن تجاوزوا سن الخمسين وما فوق سيعانون من أحد الكسور المرتبطة بالهشاشة في مراحل عمرهم المتبقية. وتشير الدراسات إلى تفشي المرض لدى النساء في المملكة العربية السعودية، إذ إن %57 من النساء السعوديات في العقد السادس من العمر مصابات بالهشاشة ويقفز هذا الرقم إلى %90 في العقد السابع والثامن. وتكمن خطورة الهشاشة في عواقبها الوخيمة، فكسور الفخذ الناتجة من الهشاشة تؤدي إلى الوفاة في %20 من المرضى في السنة الاولى بعد الكسر، بالإضافة إلى الآلام المصاحبة للكسور، والحالات النفيسية والكآبة التي يصاب بها المرضى، أما كسور العمود الفقري فتؤدي إلى نقص في الطول وحدبة في الظهر، وتمنع المريض من القيام بأعماله اليومية. ناهيك عن العبء الاقتصادي الناتج من جراء الكسور إذ إن هؤلاء المرضى يشغلون عدد أسرة وإقامة في المستشفيات أكثر من مرضى الجلطات والسكتة القلبية. بالرغم من أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لمدى انتشار نقص فيتامين (د) في دول الخليج إلا أن المشاهدات اليومية تدل على تفشي هذه الظاهرة، فقد أشارت بعض الدراسات في دول الخليج على أن حوالي ثمانين في المائة من الأطفال يعانون من نقص فيتامين (د) وأن حوالي ستين في المائة من النساء يعانين من هشاشة العظم بينما يعاني حوالي أربعة وعشرين في المائة من الرجال من ذلك، وتزداد نسبة الإصابة بها بتقدم العمر، فمثلا تتجاوز نسبة الإصابة بهشاشة العظم إلى أكثر من سبعين في المائة من النساء لمن هن فوق سن السبعين، وأكثر من أربعين في المائة لمن تجاوز السبعين عاما من الرجال. والمراهقون عرضة لذلك أيضا، حيث إن نسبة كبيرة من المراهقات تحت سن العشرين لديهن نقص في فيتامين (د). أسباب هشاشة العظام: إن من أهم أسباب هشاشة العظم في النساء خاصة هو تدني مستوى هرمون الأستروجين المصاحب لانقطاع الطمث لدى النساء، وهناك عوامل أخرى تساعد على الإسراع في خسارة كتلة العظم، ومنها الوراثة وكذلك الشيخوخة. كما أن نقص الكالسيوم ونقص فيتامين دال في الغذاء سبب في تفاقم هذه المشكلة خاصة في الأطفال. عدم التعرض لأشعة الشمس يشكل مشكلة في بلادنا وذلك لشدة حرارة الشمس وليس لقلة الشمس. التدخين واستخدام بعض الاأدوية مثل الكورتيزون بصفة دائمة أو طويلة يسبب ذلك أيضا. ولا ننسى أن بعض الامراض مثل فرط نشاط الغدة الدرقية قد يزيد من مشكلة حدوث هشاشة العظم لدى البعض. قلة الحركة أحد اهم الأسباب أيضا في كبار السن وأيضا المراهقين نتيجة للاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية والإدمان عليها. الجدير بالذكر أنه كلما زادت هذه العوامل لدى الشخص زادت نسبة تعرضه لخطر هشاشة العظام. والفحص عن المرض يكون بإجراء فحص إشعاعي آمن وسريع لاختبار الكثافة العظمية باستخدام جهاز قياس كثافة العظم ثنائي الطاقة الذي يعطي تصورا دقيقا يساعد على تشخيص هشاشة العظام. وهناك فرق بين ما يعرف بالكساح أو لين العظام وبين هشاشة العظام. ان الكساح ولين العظام كلاهما ناتج عن نقص في فيتامين "د" مما يؤدى الى قصور وخلل في عملية تكلس العظام وبالتالي يؤدي الى عظام ضعيفة هذا النقص في فيتامين "د" قد ينتج من سوء التغذية او من أمراض الجهاز الهضمي التي تؤدي الى سوء امتصاص الفيتامين من الامعاء او نتيجة امراض الكلى التي تؤثر على وظيفة الفيتامين في الجسم. ولين العظام أو الكساح عادة ما يصيب الاطفال في مرحلة النمو ويؤدي الى انتفاخ في المناطق القريبة من المفاصل والى تشوهات وميلان في العظام الطويلة كعظام الساقين، وعادة ما يتم التشخيص بالأشعة السينية والتحاليل المخبرية التي تظهر نقصاً في مستوى الكالسيوم في الدم. أما العلاج فيكون بإعطاء جرعات مناسبة من فيتامين "د". وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي لتعديل وتصحيح الميلان في الساقين. أما هشاشة العظام فهو الاسم الذي يطلق على المرض عندما يصيب الكبار في السن والذين لديهم نقص في التغذية وهشاشة في العظام. وعادة ما يتم التشخيص بالأشعات المتخصصة وتحاليل الدم. أما العلاج فيكون بإعطاء جرعات كافية من الكالسيوم وفيتامين "د". الوقاية والعلاج: تشترك كل من الوقاية والعلاج بالخطوط العامة والتي لابد من مراعاتها، ومن أهمها ممارسة الرياضة لاسيما رياضات تحمل الجسم والإقلاع عن التدخين والتعرض المعتدل لأشعة الشمس وتناول الغذاء الصحي الغني بالكالسيوم وفيتامين د. اما بالنسبة للعلاج الدوائي فهنالك العديد منها والتي اثبتت فعالية في زيادة الكتلة العظمية وتقليل نسبة الكسور ومنها: الكالسيوم - حيث ينصح بتناول ما يقارب 1200 مغ يومياً، (ويفضل توفيره من الغذاء). ومنها أيضا فيتامين د بنسبة 800 - 2000 وحدة. وكذلك الهرمونات البديلة: والمحورات الانتقائية لمستقبلات الاستروجين (الايفستا). ومنها أيضا الفوسفات الثنائية: ومنها ما يؤخذ عن طريق الفم مثل "الفوسماكس"، و"البونيفا" ومنها ما يؤخذ عن طريق الزرق الوريدي مثل البونيفيا وحمض الزوليدرونات. وهذه العقاقير ترفع من كثافة العظم بنسب مختلفة وتقلل من نسبة حدوث الكسور، إلا أنها تختلف في طريقة عملها، ففي الوقت الذي تقوم فيه الفوسفونات الثنائية والهرمونات التعويضية بتثبيط عملية امتصاص العظام يقوم دواء الفورتيو بإعادة بناء العظم، وتختلف كذلك في طريقة تناولها، منها ما يؤخذ عن طريق الحقن، وتتباين ايضا في طريقة جدولة جرعة الدواء من أدوية يومية الي أسبوعية إلى شهرين وربما سنوية. للتواصل مع مشرف الصفحة:عبدالرحمن محمد المنصور[email protected] يصيب الكبار بنسبة أكبر من الصغار نقص الكالسيوم ونقص فيتامين دال في الغذاء يشكلان سبباً في تفاقم هذه المشكلة يُسبب الإصابة بالكسور والآلام Your browser does not support the video tag.