قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة: إن احترام المعلم وتقديره واجب شرعي وأخلاقي، وأن سوء أدب بعض الطلاب مع معلميهم فشل تربوي وتمرد أخلاقي وسلوك فوضوي، داعياً إلى تتبع منهج الأنبياء والسلف في توقير المعلمين ومعرفة قدرهم ومكانتهم، موجهاً ثلاث رسائل توجيهية للمجتمع والمعلمين والمعلمات والطلاب. فتحدث للمجتمع قائلاً: إن المعلمين ينوبون عن الأنبياء والعلماء في وظيفتهم التربوية والتعليمية ويقومون بخدمة الأمة في إعداد الأجيال المستقبلية ويزرعون في أبناء الجيل بذور الحياة والسعادة الدنيوية والأخروية فهم أحرى بالاحترام والتقدير وأجدر بالتبجيل والتوقير فأقيلوا عثراتهم وتجاوزوا عن زلاتهم. وقال للمعلمين والمعلمات: أيها المربون والمربيات كونوا أسوة حسنة وتحلوا بالعلم وآدابه، فأنتم كبيرون في عيون طلابكم والطلاب مولعون بمحاكاتكم والاقتداء بكم، فالقدوة القدوة، فإن زينتم لهم الصدق فكونوا من الصادقين، وإن أمرتموهم بالصبر فكونوا من الصابرين، المسؤولية عظيمة، والأمانة الملقاة على عواتقكم كبيرة، فأبناء الجيل أمانة في ذممكم وودائع الأمة بين أيديكم، ومستقبلها متعلق بمسؤولياتكم، فالله الله في رعيتكم، « فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». وطلب الشيخ البعيجان من الطلاب أن يصغوا آذانهم لنصحه قائلاً: معاشر الطلاب الأخيار أصغوا إليّ آذانكم وارعوا أسماعكم، فهذا حديث خاص بكم من مشفق عليكم محب لكم، إن احترام المعلم وتقديره أدب شرعي، وواجب أخلاقي، ونجاح علمي وتربوي، وفي رحلة نبي الله موسى مع الخضر عليهما السلام عبرة وعظة وذكرى، قال: «هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا»، فرد عليه المعلم : «إنك لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا»، فآنسه موسى بأنه يعرف حق المعلم فقال : «ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً». وتابع : إياكم ثم إياكم من سوء الأدب مع المعلم فإنه فشل تربوي وتمرد أخلاقي وسلوك فوضوي لا يرضى به إلا اللئيم ولكم في السلف أسوة وقدوة، فوقروا معلميكم، واعرفوا لكل ذي قدر قدره، وأعطوا كل ذي حق حقه. Your browser does not support the video tag.