بدأ المزارعون والمستثمرون في ثمار العبري الصيني بوادي الدواسر في جني محصول هذا الموسم، والذي حقق نجاحاً موسمياً كبيراً للعام الثالث على التوالي، حيث لم يُصب بالعوالق الطبيعية التي تَعرض له المحصول في بعض المزارع خلال مواسم زراعية مضت ومن أهمها ذبابة السدر البيضاء، والبق الدقيقي، وحشرة السدر القشرية، وأكاروس العنكبوت الأحمر، مما أدى إلى زيادة حجم الإنتاج. وشهدت أسواق المحافظة تدفق العبري من نوع البايون الذي تشتهر به المحافظة أكثر من غيره، والذي يتصف بكبر حجم الثمرة، وتكون بيضاوية الشكل وملساء ذات لون أصفر عند النضج، وعلى سطح الثمرة خطوط سمراء متعددة، وطول ثمرتها خمسة سنتيمترات، وعرضها أربعة سنتيمترات، ووزنها 53 غرامًا، ومن المتوقع ان يشهد الأسبوع القادم طلائع الأنواع الأخرى من أنواع اليوشن، والباي بي. وخلال جولة قامت بها «الرياض» في أسواق المحافظة تبين حرص الكثيرين من المواطنين على شراء العبري، خاصة وأن أسعاره معقولة، فقد بلغ سعر الكيلو جرام الواحد من النوع الجيد خمسة ريالات، ويتراوح سعر الصندوق الذي يزن 12 كيلوجرام بين 50 – 60 ريالاً، وأكد أحد الباعة المشهورين في سوق النويعمة للفواكه والخضار أن الأيام القادمة ستشهد الأسواق انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار خاصة مع نضج جميع المزارع، وتواجد الأنواع الأخرى من العبري، وبالتالي سيفوق العرض الطلب، مشيراً إلى أن ذلك الأمر لن يسبب أي خسارة على المستثمرين باعتبار زراعة العبري ليست مكلفة، وأن ما تنتجه الشجرة الواحدة يفوق في معظم الأحيان 100 كيلو جرام. كما شهدت الأسواق والمزارع قدوم العديد من المستثمرين من خارج المحافظة الذين يقومون بشراء بعض المحصول أو المزارع، وتسويقها في بعض المناطق والمحافظات التي لا تتوفر فيها تلك الثمرة بذلك المستوى. وتعود قصة نجاح زراعة العبري في وادي الدواسر إلى عام 1410ه عندما قام المستثمر حمد السويس بزيارة إلى مركز الأبحاث الزراعية في محافظة الأحساء، وجلب معه نوعين من شجر العبري وهي السدر الهندي من فرع البايون الذي يمتاز بكبر حجم ثماره وطعمه اللذيذ والمميز، وذلك عن طريق الفريق الصيني الذي يعمل في المركز، حيث قام بعض الفنيين الصينيين بتطعيم الأصناف المستوردة على أصول شجرة السدر المحلية عام 1405ه، وأطلق عليها أسماء محلية صينية: البايون، واليوشن، والباي بي. Your browser does not support the video tag.