من المؤسف أن تأتي الحلول والقرارات الصادرة عن بعض الجهات الحكومية كردة فعل لحادث أو مصاب جلل، نعم فالشواهد كثيرة ولعل آخر ما تم ردود الفعل والقرارات التي توالت بعد مأساة وقوع الحادث الأليم لعائلة بمركز الكدمي بمحافظة صبيا وذهب ضحيته ستة أفراد من عائلة واحدة ووالدتهم على طريق صبيا - هروب بمنطقة جازان. لقد سبق هذه الحادثة الأليمة حوادث أخرى مفجعة راح ضحيتها أنفس غالية على طرق أبوحدرية، ولبخة حويته، والرين بيشة، ولعل هذه الحادثة تفتح ملفاً جديداً من الملفات المهملة والتي كانت تحتاج إلى تخطيط وقرارات استباقية في صيانة الطرق السريعة وتوفير وسائل السلامة المرورية عليها، ففي الواقع نجد أن أعمال صيانة الطرق السريعة بالمملكة ليس بالمستوى المطلوب الذي يوازي حجم الإنفاق العالي والميزانيات الكبيرة التي تخصصها لتنفيذ تلك الطرق، أو المستوى المميز الذي يتم من وزارة النقل نفسها خلال إنشاء وتنفيذ الطرقات بالمملكة فشبكة الطرق تغطي كافة المناطق والمدن والمراكز والقرى بالمملكة وتصل شمالها بجنوبها وشرقها بغربها. ولا يمكن إلقاء اللوم على وزارة النقل وحدها في ضعف مستويات صيانة الطرق فقد يكون لضعف مخصصات الميزانية في جانب أعمال الصيانة والتشغيل سبب في تدني مستويات تأمين هذه الطرق من العوامل شديدة التأثير على بيئتها وتدني مستوى جودتها وتقليل عمرها الافتراضي. ويبرز السؤال الأهم هنا: لماذا أصبحت الطرق تحصد الأرواح الواحد تلو الآخر؟ وهل سنصحو على فواجع جديدة ومن ثم سنشكل لجان تحقيق؟! أين نحن من التخطيط المستقبلي لتعزيز جوانب الأمن والسلامة للطرق السريعة بالمملكة؟ وما الخطط والإجراءات التنفيذية لمعالجة النقاط والتقاطعات الحرجة في الطرق السريعة بالمملكة؟ إن المفهوم الواسع للسلامة المرورية هو أن يتم تنفيذ كل الخطط والبرامج المرورية والإجراءات الوقائية كي تقلل أو تحد من وقوع الكوارث قبل حدوثها لذا من المهم معالجة مشكلات بعض الطرق السريعة بالمملكة سواء كانت هندسية وتصميمية والتي تتركز في التقاطعات المرورية، ومستوى الطاقة الاستيعابية للطريق، وحجم الحركة المرورية، وعدد الحارات والمسارات للطريق، أو مشكلات تتعلق بالصيانة والسلامة المرورية والتي تتركز عادةً في وجود الشقوق الطولية والعرضية والشبكية، والرقع، والحفر، والهبوط، والتخدد وتطاير وتآكل الطبقة الاسفلتية، والتقعرات، وعدم توفر أكتاف المسارات، وعدم وجود لوحات إرشادات السلامة المرورية أو حواجز الحماية على جانبي الطريق. Your browser does not support the video tag.