جميلة تلك اللحظات التي استثمرنا فيها الكثير من المشاعر لدراسة المشروعات المشرقة وفهمها، تتجلى بذلك روعة تحقيق المراد. حياتنا على وجه الأرض تتبنى قراراً في كل شيء، لذا فإن كل إنجاز أو فشل سبقه قرار، وتختلف جودة ذلك القرار وهشاشته بناء على عمق دراسة تبعاته. حقيقة، في سجلات تاريخ البشرية تتبين حقيقة وجود أسلاك تعثر قد تكون مخفية في مشوار الحياة فلا يوجد لدى البشرية سجل إنجازات مبهر لم يتعثر بأي من هذه الأسلاك المطعمة بالأمان. إن عملية اتخاذ القرار تشبه إلى حد ما اختيار ملبوس مناسب لشخص ما، فأمامك العديد من المقاسات تحتوي على الكثير من التفاصيل ولكن عمق خبرتك ونوع علاقتك ترسم لك الخيار الأنسب. بمعنى آخر هي أن تواجه خيارات في مسألة من مسائل الحياة ثم تحلل وتنقح تلك الخيارات الممكنة والمقبولة وتبرز نقاط القوة والضعف ليتم ترشيح واحد منها بناء على الظروف والأحكام المحيطة ثم يتم تصويب واحد منها والتعايش معه، فالسرعة في اتخاذ القرار كمن يمشي في غابة مليئة بالحفر وهو معصوب الأعين فبلا شك سيسقط في حفرة منها! فالتحليل المتأني لكل قضية مروراً بالأمور الدقيقة وانتهاء بالقضايا الصلبة هو الدواء، مستعيناً بآلية المشورة في كل مرحلة هي فحوى تلك العملية. وقد عرف الباحثون عملية اتخاذ القرار بأنها عملية تفكير مركبة تتضمن التفكير الناقد والابداعي وحل المشكلات، الهدف منها اختيار أفضل البدائل والحلول المتاحة للفرد في موقف معين، من أجل الوصول إلى التسوية الملهمة والهدف المرجو. يذكر لنا الكاتبان (تشيب ودان هيث) في كتابهما "الحسم" أن دراسة أجريت في علم النفس كانت نتيجتها أن قراراتنا تتعرض للتشوه بفعل مجموعة من التحيزات والتصرفات غير العقلانية، ولفرط الثقة بالنفس نبحث عن المعلومات التي تدعمنا ونستهين بتلك التي لا تفعل. يمكن القول: إن لكل منا قائمة تشغيل داخلية خاصة فأخطر حكم يمكن تطبيقه هو الوثوق بحدسنا عند اتخاذ قرارات مهمة لأن الحدس هو تكهن وتوهم وتنجيم وهو قرار يمكن أن يقال عنه: إنه "ارتجالي". لنعلم أن اتخاذ قرار في أي مسألة من مسائل الحياة سيؤثر إيجاباً أو سلباً على الشخص فلنقلص من المشاكل والخسائر الكبيرة بدراسة آلية اتخاذ القرارات. ولنشجع الخلاف بالرأي ونحلل الخيارات الموجودة في ذيل القائمة ولنحسن طهي تلك الخيارات جيداً ونتذوقها لنختار الأشهى والألذ منها. Your browser does not support the video tag.