هل عرفت الأندية الآن الطريق نحو النجاة من الديون والخلاص من هموم القضايا لدى اللجان والاتحادات وغرف القضاء الرياضي، وشبح الديَّانة من لاعبين ووكلاء ومدربين؟.. وهل تتوقف عن التمادي في إبرام الصفقات مع اللاعبين والمدربين من دون بحث وتمحيص وآراء فنية تجنبها الوقوع في حبائل الصفقات والتعاقدات الفاشلة التي تكبدها الملايين، فتصبح موعودة بالشكاوى وحضور الجلسات في المحاكم الرياضية؟.. من حسن حظ الكثير من الأندية أن هيئة الرياضة أصبحت تتعاطف معها في الوقت الراهن بعدما اكتشفت الحقيقة المرة، وصارت تنظر للمصالح العليا لرياضة الوطن والعمل على تجنبيها عقوبات دولية كبيرة وإلا لصار وضعها صعباً للغاية وسمعنا بعقوبات الخصم من النقاط والمنع من التعاقدات وربما التهبيط كنتيجة حتمية للتخبط وعدم الالترام بتأدية الحقوق.. لذلك عليها التفكير جيداً أن الدعم الذي تحظى به الآن جاء تحت شعار (مكره أخاك لا بطل)، بمعنى أن حرص الهيئة على سمعة الرياضة السعودية قبل الأندية فرض عليها التدخل في الوقت الحرج ومحاولة علاج الأزمات لو مؤقتاً على أمل استقامة الوضع وتوجيه هذه الأندية نحو الصواب والعمل المنظم بدليل تصريحات مستشار رئيس الهيئة قصي الفواز ووكيل رئيس الهيئة رجا الله السلمي قبل يومين، وهي تصريحات تؤكد أن الأندية السعودية تسير باتجاه كوارثي بسبب سوء تعاملها مع الديون، ومستقبلاً ربما تستجد أمور وتحدث تعقيدات أكبر مما تتعرض له الآن ولا تستطع الهيئة التدخل ما لم تتحرك وتدرك خطورة الوضع، لأن المصاريف ستكون كبيرة، والدخل لن يكون أكثر من السابق ما لم يكن هناك بحث عن موارد في أكثر من اتجاه يعوض مكان أعضاء الشرفيين الذين أصبحوا يتوارون عن الأنظار بعدما أدركوا صعوبة المهمة وأن المليون الواحد لم يعد له قيمة أمام أرقام الديون المهولة. أيضاً لابد أن تضع إدارات الأندية في الاعتبار أن هناك حساباً وعقاباً، وأن من يتسبب بالديون أصبح ملزماً بسدادها، فعليها التفكير جيداً بالعمل الآن على توفير المبالغ، بدلاً من أن تجد نفسها في وضع صعب أمام الجمهور والإعلام ومسؤولي هيئة الرياضة، أما عهد التحديات والمزايدات و»الهياط» ومن صاحب النفوذ الأقوى، وكيف يكون خطف اللاعبين فما هي إلا مرحلة كشف الغطاء عن الكثير من العقليات التي وجدت نفسها أمام مواقف صعبة وجماهير لا ترحم وإعلام لا يكف عن التندر ووسط رياضي لا يمتنع عن التذكير بالماضي التعيس لكل رئيس وعضو شرف وإداري لم يفِ بكلمته بعدما تداول وعوده القاصي والداني فأصبح لا يثق به أحد ويرى وجوده في الرياضة مجرد تجربة وأيام كانت عنواناً للاخفاقات والفشل وعدم الالتزام بأقواله. Your browser does not support the video tag.