ما إن أعلن عن تغيب مهاجم الأهلي وهداف الدوري عمر السومة عن مشاركة فريقه بسبب الإصابة حتى أصيبت الجماهير الخضراء بالخوف والذعر، وليست وحدها إنما المتابعون للدوري السعودي الذين يدركون قيمة المهاجم الكبير وخطورته وحسه التهديفي المميز ومعرفته الجيدة لطريق الشباك من دون الحاجة لأن يستدل به عبر أي وسيلة أخرى سوى مهارته وموهبته الفطرية بالقدم والرأس. قبل مواجهة الاتفاق والفتح تحديداً كانت الجماهير الأهلاوية قلقة على فريقها بسبب غياب هدافه الكبير، ولم تعلم أن هناك على الدكة وأحياناً خارجها هدافاً آخر موهوباً سيعوض السومة في فترة قياسية وهو المكافح مهند عسيري الذي اقترب من مزاحمة الهدافين، وربما يخطف لقب الهداف على الرغم من أنه لم يشارك أساسياً إلا آخر الدور الأول فضلاً عن عدم حضوره أمام النصر، لكنه بموهبته وإصراره على إثبات نفسه جعل من نفسه مهاجم الأهلي الأول حالياً، بعد أن صبر طويلاً وعانى من الدكة، لكنه فجر غضبه في شباك الاتفاق والفتح، وساهم في استمرار انتصارات قبل التوقف في محطة النصر، وجعل المشاهد يعتقد أن الأهلي مكتمل الصفوف ولم يغب عنه السومة فكان بالفعل خير خلف لخير سلف، ولو أنصفه مدرب المنتخب من خلال تميزه بضربات الرأس واتقانها جيداً، ونادراً ما تخطئ رأسه الهدف. عسيري قدوة وأنموذج للاعب المحترف الذي يصبر ولا يشتكي ولا يتذمر ولا يثير المشاكل في الفريق بل يلتزم الصمت ويعمل على تطوير نفسه وعندما تأتيه الفرصة يتمسك بها ويثبت نفسه ويكون المنقذ الرئيسي لفريقه ليؤكد أن المشكلة ليست في غياب السومة بوجوده، فهو حضر كبديل وتألق وعوض المهاجم السوري لكن المشكلة -إن حدثت- ستكون في غيابه ولن يكون من السهولة تعويضه وربما لن يجد الأهلي مهنداً آخر أو مهاجماً بمواصفاته، لذلك حتى لو غاب أمام النصر في مواجهة الفريقين الأخيرة وفقد الأهلي الصدارة، فجماهير ناديه تعول عليه كثيراً، وترى فيه القدرة على تعزيز الهجوم وملء مركز السومة بكل اقتدار على الرغم من أن المدرب الأوكراني سيرغي ربيروف يضعه بجواره كثيراً، حتماً سيكون ذلك مؤثراً على أي لاعب، ولكن يبدو أن مهنداً يتمتع بطموح كبير وإرادة قوية ولا يستغرب أن يستعيد حضوره القوي ويكون المهاجم الأهلاوي الأول في ظل غياب السومة في المباريات المقبلة. Your browser does not support the video tag.