يتناول كتاب (تجليات العمارة الإسلامية بجزيرة صقلية) لمؤلفته الدكتور وجيدة الصكوحي الآثار الحضارية التي شيدها المسلمون في جزيرة صقلية إبان حكمهم لها. ويسلط الكتاب الصادر عن مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الضوء على عمارات وصروح مختلفة من القصور والمساجد والمعالم النادرة التي يجهل الكثيرون وجودها أو تذكرها، بحيث يعيد هذا الكتاب إلى المشهد المعاصر ما كان ينجزه صناع تلك الحضارة بفنونها المعمارية وتطورها الإداري. يقف القارئ على كمّ هائل من المعلومات عن العمائر والأبنية المختلفة التي شيدها أسلافنا طوال سنوات حكمهم للجزيرة التي كانت تعلو حيناً وتخبو أحياناً أخرى، وهي إن جار عليها الدهر بتقلباته وأحداثه التي دونها المؤرخون في مؤلفاتهم بعد انتهاء الحكم العربي الإسلامي لأراضي هذه الجزيرة العتيدة، إلا أن هذه المعالم لا تزال خالدة تتحدث عن نفسها وتحكي إرثاً وتاريخاً عظيماً. حيث ترك المسلمون بعد دخولهم جزيرة صقلية خلال القرن العاشر الميلادي العديد من المآثر والمشيّدات الضخمة التي أشاد بها المؤرخون عبر العصور. ويعرض الكتاب بالصور والوثائق النادرة، شواهد على أروع الابتكارات والإبداعات في شتى تقنيات البناء والتصميم وفنون التزويق والنحت والزخرفة والرسم، الأمر الذي يعطي الباحث مرجعيات ثقافية موثقة بدقة وأمانة، كما يحقق للمهتم والقارئ الشغوف بالتاريخ معرفة زوايا من تاريخ المسلمين لم ينصفها الحاضر حق إنصافها، وظل بعضها مجهولاً، لإعادة اكتشافها من جديد. Your browser does not support the video tag.