يتبادر إلى ذهني كلما شاهدت صنّاع المحتوى المتميّزين في المملكة يقفزون قفزات مهنية جبّارة ويتخطّون الحواجز وتنمو مدّخراتهم بشكل لافت؛ البيت الأشهر لِأبي الطيّب المتنبّي -عملاق الكبرياء والحِكم بالغة التأثير في العالم العربي حتى يومنا هذا- الذي أفصح من خلاله عن إلمام الخيل والليل والسيف والرمح بأدبِه وكلماته! فلسان حال كاتب المحتوى الإبداعي المتميّز في عصرنا الراهن ينطق على غرار المتنبّي: العَصْفُ والإيجاز والأضواءُ تعرِفُني والناسُ والقرطاسُ والكيبورد والقلمُ منذ أن خلق الله البشر، ومهندسو الكلمة بعد العصف الذهني الفعّال؛ هم الأكثر تأثيراً في المجتمعات الشرقية والغربية على حدّ سواء والأسرع أسراً لقلوب الناس، فلا صوت يعلو على أصوات الشعراء، وكتّاب الرأي، ومبتكري الشعارات التسويقية المنطوقة (Slogans)، ومحرّري النصوص الإبداعية للهيئات الحكومية والمنشآت الخاصة، لتمكّنهم من ترويض المفردات بشكل ملفت للمتلقّي.. فبِنزف أناملهم تسمو المجتمعات، وترتقي الحضارات، وتنمو النشاطات، وتزهو الرسالات! هذه الشرائح الأربع تجمعهم سِماتٌ ثلاث «آفاق ورؤى رحبة، وقدر عالٍ من موهبة إيصال الرسالة بنصوص مُحْكَمة، وإلمام كبير بقواعد اللغة العربية»، فمن حظي بها من الشباب اليوم، أزعم أنه بات متألّقاً على صعيد الاتصال الجماهيري فمستقبله بلا شك مُشرِق، وبصماته بكل تأكيد تفرق، والشُّهرة لباِبه تطرق! ما سبق ليس على سبيل الأمنيات، فقد أظهرت نتائج دراسة تحليلية صادرة عن إحدى الجهات المتخصّصة بالمحتوى العربي أن وظيفة كاتب المحتوى هي الوظيفة الأنسب في المستقبل، ومن المتوقّع أن تصبح هذه المهنة هي الأولى والسائدة في العالم الرقمي تزامناً مع التوجّه الملحوظ نحو هذا العالم في كافة المجالات والعلوم. كل ما يريده منك صانع المحتوى البارع -أياً كانت لغته- هو «تزويده بتفاصيل موجزة عن الموضوع دون إبداء أي آراء تجاه القالب الفني المتوقع للمادة أو التركيب الهيكلي لها»، فهو الوحيد القادر على تحديد الشكل الأمثل للمحتوى والمنصة الأنسب لها لإيمانه أن لكل مادة أساليبها الإقناعية الخاصة بها، فالقاعدة لديه: «التطفّل ممنوع والتعليق للجميع»، الأمر الذي يلقى مناهضة كبيرة في عالمنا العربي!! Your browser does not support the video tag.