نظم مركز التراث العمراني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم العمران، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وشعبة التراث العمراني في الهيئة السعودية للمهندسين، ومؤسسة التراث الخيرية، وكرسي الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، محاضرة عن فن القط العسيري الذي تم إدراجه في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو هذا العام، وذلك بمقر الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض مؤخراً. استعرضت المحاضرة التي قدمتها رهاف بنت حمزة قصاص، وابتسام بنت عبدالعزيز الوهيبي، تاريخ الفن العسيري وعراقته، وما يحمله من قيمة حضارية واقتصادية وثقافية واجتماعية، فضلاً عن ثراء هذا النوع من الفنون الشعبية والتراث المادي الذي يجسد عبقرية المرأة السعودية، وإبداعها عبر المراحل التاريخية المختلفة. الأمر الذي حدا بهذا الفن لاقتحام قائمة التراث العالمي، ليضيف اعترافاً دولياً آخر بتراثنا، حيث تمكنت المملكة من تسجيل عدد من مواقع التراث الوطني في اليونسكو، مثل مدائن صالح، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، والرسوم الصخرية في موقعي جبة والشويمس. ولفتت المحاضَرة التي جاءت تحت عنوان "فن القَط العسيري.. من المحلية إلى العالمية" إلى أن هذا الفن يجسد إحدى المهارات النسائية في منطقة عسير، وأن هناك أكثر من إحدى عشرة محافظة تزخر بهذا النوع من الفنون، وإنه يمثل أروع أنواع الزخرفة الجدارية التي تزين المنازل من الداخل، لا سيما في مجالس الضيوف حيث يرمز إلى إكرام الضيف وقيمة ومكانة دار المضيف وحفاوته. وأوضحت المحاضِرَتان أن فن القَط العسيري يتكون من عدة أنماط، بما في ذلك الأشكال الهندسية، والرموز التي تتكون في شكل طبقات لكل منها رمزيته ودلالته الجمالية والحضارية، وأضافتا أن العبقرية تتجلى في مزج الألوان الأساسية ( الأحمر، والأصفر، والأسود، والأزرق) بألوان ثانوية لتظهر روعة تشكيلات فن القط وجمالياتها. وتحدثت المحاضِرتان عن تجربة الجمعية في إعداد ملف القط العسيري، وجهودها التي توجت بتأهيله لقائمة اليونسكو. ثم قدمتا عرضاً توثيقياً من الصور التي تم رفعها لليونسكو، وجانباً من فيلم القط العسيري.