تبدأ المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض في الأيام المقبلة بمحاكمة توءمين ينتميان لتنظيم داعش الإرهابي ارتكبا أبشع قضية مروعة على مر التاريخ المعاصر، عندما أقدما على قتل والدتهما استجابة لتنظيم داعش والذي يشترط للانضمام إليه قتل أحد الأقرباء. المحكمة الجزائية استلمت ملفات المتهمين بعد أن أنهت النيابة العامة التحقيق معهما واستكمالها جميع الإجراءات المطلوبة والمتمثلة في اعترافاتهما وجمع الأدلة التي تثبت إدانتهما بما ارتكباه في الجريمة الإرهابية التي تم تنفيذها. وتعود تفاصيل الجريمة المروعة والتي أثارت الرأي العام في شهر رمضان عام 1437ه، عندما أقدم الداعشيان على طعن والدتهما ووالدهما، بمنزلهم في حي الحمراء بمدينة الرياض، ما نتج عنه مقتل الأم وإصابة الأب وشقيقهما بإصابات خطيرة. ووفقاً للبيان الرسمي الذي صدر بعد القبض على المجرمَيْن آنذاك، اتضح للجهات الأمنية من مباشرتها هذه الجريمة النكراء أن الجانيَّيْن قاما باستدراج والدتهما إلى غرفة المخزن ووجّها لها طعنات غادرة أدّت إلى مقتلها، ليتوجّها بعدها إلى والدهما ومباغتته بطعنات عدة، فيما استطاعت أختهم الصغيرة حماية نفسها منهم بإغلاقها الباب على نفسها في إحدى غرف المنزل، ثم قاما باللحاق بشقيقهما وطعنه طعنات عدة مستخدمَيْن في تنفيذ جريمتهما ساطوراً وسكاكين حادةً جلبوها من خارج المنزل وضُبطت بمسرح الجريمة، ثم غادرا المنزل حيث قاما بالاستيلاء على سيارة من أحد المقيمين بالقوة والهرب عليها إلى الخرج في طريقهم لليمن، إلا أن الدوريات الأمنية نجحت في القبض عليهما بنفس الليلة التي ارتكبا فيها الجريمة. وفقاً لإفادات التوءمين الإرهابيين في اعترافاتهم أمام الجهات الأمنية، فإن الأم تنبهت مبكراً لانحراف ابنيها وحاولت إثنائهما عن المضي في هذا الطريق، غير أنهما لم يسمعا لها، مبيناً أنها هددتهما في إحدى المرات بإبلاغ الجهات الأمنية عنهما، فأصبحت بذلك في نظرهما كافرة وقاما بقتلها. وأكدت مصادر طبية بعد ذلك استقرار حالة كل من الأب والابن وخروجهما من المستشفى بعد أن أمضيا عشرة أيام فيه، وأشارت إلى أن معظم الطعنات التي تلقاها الأب طالت يديه عندما حاول تفادي الضربات عن صدره وبطنه. وأظهرت معلومات أن التوءمين كانا من ضمن الطلاب المتفوقين في إحدى المدارس الخاصة المعروف بتكلفتها العالية، ما يدل على تلقيهما العناية الكاملة من قبل والديهما قبل أن تظهر عليهما ملامح التشدد والتطرف.