تشهد الساحة الوطنية هذه الأيام احتفالين بمناسبتين عظيمتين ترتبط الثانية بالأولى ارتباطاً وثيقاً، فالعلاقة هنا طردية وملحمية، حيث الأولى مناسبة البيعة لخادم الحرمين الشريفين، والثانية الميزانية الأضخم في تاريخ المملكة منذ تأسيسها.. أفُقٌ جديد وخروجٌ من الاعتماد على البترول كمصدر دخل ورافد للميزانية إلى الأبد. هذا باختصار ما يمكن إجماله عن الميزانية غير المسبوقة لهذا العهد المبارك.. عهد المنجزات الضخمة، عهد عُنوانه الانتقال إلى المستقبل وعدم التسليم لهيمنة هذا القطاع أو ذاك على الدخل الوطني مهما علا شأنه. نعم نحن أمام عهد جديد، وسوف يتذكر المواطن السعودي هذه الحُقبة ولن ينساها أبداً، وستبقى في الذاكرة لأن هذا العهد قد أتى حاملاً معه تغييراً لكثير من المسلّمات التي سادت في وقت من الأوقات لجهة التحكم في الثروة، والتي توجت بأضخم ميزانية للوطن الغالي على الإطلاق في ترجمة دقيقة لنجاح الإستراتيجيات الاقتصادية والخطط المستقبلية التي وُضعت على نحو يبعث على الدهشة. من الصعب رصد المنجزات التي تحققت خلال هذه الفترة القصيرة وحفظت للاقتصاد الوطني قوته وازدهاره، وما سوف يتحقق في المستقبل البعيد والمنظور ذلك أن زخم الإستراتيجية الاقتصادية كما هو واضح وجلي يقف خلفها طموح الشباب وعنفوانه وعقل الحكمة والرأي السديد، وهذا في رأينا كفيل للانطلاق إلى الأفق المنشود والانتقال إلى المستقبل وبناء اقتصاد قوي وحيوي يرتكز على المكونات الحقيقية للوطن. لقد أكدت أرقام الميزانية أن الوطن واقتصاده يمكن أن ينهض وينمو بعيداً عن البترول وتأثيره.. ولو نظرنا نظرة فاحصة لهذا الثبات الاقتصادي لوجدنا أن الرؤية قد بدأت تؤتي ثمارها، والدليل أن نصيب البترول من الميزانية الضخمة هذا العالم لم يزد على ال50 % بعد أن كان أكثر من 90 %.. لقد تحقق هذا في فترة وجهيزة، فكيف بنا بعد 2030؟ لاريب أن الوضع سوف يكون أكثر رسوخاً والمستقبل أكثر إشراقاً وأن الصناعة وباقي شرايين الاقتصاد سوف تهيمن على الدخل الوطني. لم أفاجأ أبداً بحجم الميزانية.. فلقد كان ذلك هو المتوقع والمؤكد لسبب واحد وهو أن الإستراتيجي محمد بن سلمان قادر بإذن الله على تحقيق الطموحات والأهداف من خلال الاعتماد على شباب الوطن المُفعم بالأمل والتصميم على الارتقاء إلى المستوى المنشود.. ووضع المملكة في مكانها الصحيح بين الأمم، أمة لها قول وشأن أسهمت وتسهم في بناء الإنسانية ويؤخذ بكلمتها وتشكل رقماً لا يمكن تجاهله مهما طمع الطامعون. إنه عهد جديد في ظل الرؤية وحُلم الشباب بغدٍ أفضل لإنسان هذا الوطن، الذي حباه الله برجال يقدمون في سبيله كل جهد، ويحملون على أكفهم أرواحهم في سبيل أن يبقى شامخاً ومهاباً.