منذ إصراره على إبعاد الحارس العماني علي الحبسي من دوري أبطال آسيا 2017 وتصريحه الغامض بعد مباراة القادسية في الدوري السعودي للمحترفين المغلف بالاحتجاج على انتقادات الجماهير والتهديد بالرحيل، والتعاقد مع المهاجم "المقلب" الأورغوياني ماتياس بريتوس، وتعامل وشخصية الأرجنتيني رامون دياز تغيرت مع الهلال كثيرا، ربما لعدم تحمله هذه الانتقادات، ويبدو أنه يحاول الرد من خلال التمسك بقناعاته حتى لو كانت خاطئة، فدفع الفريق الثمن في مباريات عدة محلية وقارية، لا يمكن لمدرب يعرف ظروف فريقه ويدرك قيمة المنافسة ومطلع على أوضاع الفرق الأخرى ولاعبيها أن يهبط مؤشر العمل لديه بدلا من الاستمرار في التصاعد، وهذا يعني أنه إما أنه قدم كل مالديه واستنفد الخطط والأساليب كافة، أو أنه يفكر بأشياء بعيدا عن واقع فريقه والمطالب والانتقادات الجماهيرية التي تحاصره منذ مجيء "المقلب" ماتياس، حتى تراجعت أسهمه لديها كثيرا، لعدم إتقانه لخياراته من التعاقدات وتشكيلته وتغييراته في الكثير من المباريات، وآخرها لقاء الفتح أول من أمس في الجولة ال13 من الدوري، وكيف أنه عجز عن فك شفرة الخصم الدفاعية على الرغم من أن لديه أسماء مميزة يمكن أن ترجح كفة أي فريق، ولكن تعامل مع المباراة وكأنها لا تعني الابتعاد بالصدارة، إنما تأدية واجب، وزاد الطين بله بتغييره الغريب المتأخر ودخول المهاجم مختار فلاته، وكأنه يريد احباطه وتطفيشه، في المقابل يصر على تواجد المهاجم ياسر القحطاني ولاعب الوسط محمد الشلهوب على الرغم من نهاية عمرهما الرياضي وعدم إضافة أي جديد للفريق، مما يضع علامة استفهام كبيرة هل المهم الثنائي وقناعات دياز؟.. أم الهلال وضرورة تعديل المسار واستعادة الشخصية القوية والاكتفاء العناصري عندما تصاب العناصر المؤثرة مثل لاعب الوسط البرازيلي كارلوس إدواردو والمهاجم السوري وأفضل لاعب في آسيا عمر خربين؟، وما حدث لهما كشف واقع دياز وعدم قدرته على ترتيب الأوراق ووضع الأسماء المؤثرة بجواره. في أكثر من مناسبة وتصريح تؤكد الإدارة الزرقاء أنها تبدي رأيها وتتناقش معه حول الأمور الفنية وطريقته وتشكيلته وخياراته في التعاقدات، ولكنها لا تفرض عليها الأسماء، جميل جدا أن تكون بهذه الاحترافية واحترام الأدوار والمهام، ولكن ماذا عن بقاء النجمين الكبيرين المهاجم ياسر القحطاني ولاعب الوسط محمد الشلهوب؟.. إن كان ذلك قرار إداري لمجاملتهما فتلك مصيبة، وإن كان الأمر قناعة من دياز بهما فالمصيبة أعظم؟، من الممكن مجاملتهما في مباراة هامشية أو آخر موسم لهما بعدما توقف عطاؤها عند نقطة معينة، ولكن لا يمكن أن يجاريان اللاعبين الشباب والعناصر الأكثر حيوية وأهمية المباريات الكبيرة والبحث عن الحسم محليا وخارجيا، وعادة التكريم لا يكون على حساب إضعاف الفريق ببقاء عناصر لا يمكن لها أن تعتزل مالم يكن هناك قرار فني قوي يسانده قرار إداري يراعي مصالح الفريق.