لا يمكن وصف الحفلات الثلاث التي قدمها المؤلف الموسيقي العالمي "ياني" في السعودية بأقل من أنها "ساحرة واستثنائية"، هذه الحفلات التي لم تشهد حضوراً وتفاعلاً لافتا وحسب، بل دشنت بداية هامة لأولى حفلات الموسيقى العالمية في المملكة بدعم من "هيئة الترفيه". المؤلف الموسيقي اليوناني، التقى إذاً بجمهور المملكة الذي عرفه منذ الثمانينات عبر أشرطة الكاسيت وأسطوانات السي دي ولاحقاً اليوتيوب، في حفلات بدأت من الساحل الغربي"جدة" إلى الساحل الشرقي"الظهران" وبينهما حفلة الرياض المدهشة والتي قدم فيها مع فرقته الشهيرة، تلك الموسيقى الكوني الأخّاذة، دون أن ينسى أن يرحب في كل هذه الحفلات بالجمهور كما في حفلة الظهران الأخيرة يوم الأربعاء في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، حيث بدأ ياني بكلمات عربية، معبراً عن سعادته بالقول: "أنا كثير سعيد في المملكة العربية السعودية" مشعلاً المسرح بالتصفيق الحار. الفنان العالمي، الذي جاء إلى المملكة مع الأوركسترا المصغرة لفرقته الموسيقية، قدم عدداً من المؤلفات الموسيقية الشهيرة، ك Nostalgia وWithin attraction وThe storm وFelistaو Untill the last moment وThe rain must fall، وبمشاركة سحر الموسيقى من العازفين في فرقته، دون أن ننسى صوت السوبرانو الساحر، لورين داريانا، التي تجلت بصحبة أنغام ياني الذي توقف أكثر من مرة للحديث مع الجمهور، وكأن موسيقاه التي تأكد من صداقتها القديمة مع الجمهور السعودي، لا تكفي، ليقول كل شيء في داخله، متحدثاً حول زيارته، وأثرها في تغيير التصور حول المدن، داعياً إلى ما أسماه "إعادة تعريف هذه المدن داخل هذه الدول، لأننا تغيرنا كلنا، وهو تغيير للأفضل كوننا تعرفنا على ثقافات مختلفة، وتوسعت دائرة وعينا"، مضيفاً: "هذه اللحظة مهمة أن أشكركم جداً، كوكبنا صغير، ولكن هناك الكثير منا ونحن نتكاثر بشكل ضخم، أدعوكم بوضع أيديكم بأيدي بعض، كما أنتم فاعلون في هذا القاعة، وتذكروا ما يربطنا ببعض متشابه لحد كبير". مقدماً دفعة أخيرة من المقطوعات مع مقطوعة Santorini التي تعتبر بمثابة نشيده الفني الأبرز، هكذا لتنتهي الحفلات التي ستبقى بلا شك في الذاكرة، والتي ستحرض لإقامة حفلات أخرى لياني أو بذات المستوى الفني العالي والذي يليق بلا شك بالجمهور السعودي. ياني متجلياً في مسرح إثراء بالظهران