بعد تقرير الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن التغيرات الجوية التي سوف تشهدها مدن المملكة الأيام المقبلة، والتي توقعت انخفاضاً في درجات الحرارة لتصل إلى ما دون الصفر، بدأت المؤشرات الفعلية لإعلان دخول فصل الشتاء مناخياً، والذي يسبق التوقيت الفلكي كما يقول المختصون، وهاهو الشتاء يحل ضيفاً بعد ترقب طال كثيراً والذي يراه البعض قد تأخر كثيراً، خاصة ونحن على أعتاب نهاية العام الميلادي، قياساً إلى الأعوام الماضية، ولأن المصادر الرسمية لم تشر إلى ذلك فقد أرجع البعض هذا التأخر للتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، حيث تذهب التأويلات إلى أن ارتفاع درجة حرارة الأرض، والاحتباس الحراري، والجفاف الذي يزداد سنوياً، كان سبباً لتلك الحالة المناخية المتقلبة. المزروعي: الشتاء مناخياً بدأ.. وموسم الأمطار يمتد إلى أبريل عارف: برنامج تأهيل الغابات والمراعي خطوة للحد من التغير المناخي باجبع: تطعيم الأنفلونزا ضمانة للحد من تقلبات الشتاء الحرارة دون الصفر وعواصف يجيب المتحدث الرسمي للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني على تساؤل «الرياض» عن أسباب تأخر فصل الشتاء بتأكيده على أننا مازلنا في فصل الخريف، وأن فصل الشتاء فلكياً سوف يبدأ من الجزء الثالث من شهر ديسمبر الحالي، متوقعاً أن يصدر التقرير الفصلي للهيئة عن فصل الشتاء الأسبوع المقبل، وأشار إلى تأثُر مناطق المملكة بكتلة هوائية باردة تنخفض معها درجات الحرارة انخفاضاً ملموساً، متوقعة أن تصل درجات الحرارة الصغرى إلى ما دون الصفر المئوية على مناطق شمال المملكة وتشمل تبوك، الجوف، الشمالية وحائل، وتمتد إلى الأجزاء الشمالية من وسط وشرق المملكة، يصاحب ذلك الانخفاض نشاط في الرياح السطحية مثيرةً للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية، وقد تتحول إلى عاصفة ترابية تتدنى معها الرؤية الأفقية إلى أقل من 1كم، وشملت التوقعات كذلك تحرك هذه الكتلة الباردة المصحوبة برياح نشطة والمثيرة للأتربة والغبار، لتؤثر على مناطق وسط وشرق وغرب المملكة (تشمل الأجزاء الساحلية لمنطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومن ثم على مناطق جنوب المملكة. من جانبه أوضح مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور المزروعي أن فصل الشتاء مناخياً يتوقع أن يكون بداية ديسمبر، ويمتد إلى 3 أشهر بدءاً من ديسمبر إلى فبراير، فيما سيكون يوم الحادي والعشرين من ديسمبر بداية الشتاء فلكياً، مشيراً إلى أن أبرز الظواهر الجغرافية تتمثل في طول الليل وقصر النهار في مناطق الشمال والعكس في الجنوب وهو ما يعرف بالانقلاب الشتوي، منوهاً إلى أن موسم الأمطار على الجزيرة العربية بدأ من نوفمبر ويستمر حتى أبريل، وقد يمتد إلى مايو وتعد تلك فترة مطرية في معظم مناطق المملكة، وعن التغيرات المناخية يؤكد المزروعي أن المملكة جزء من العالم الذي يشهد تغيراً مناخيا، وليست بمنأى عن الاضطرابات المناخية، حيث سجلت جدة في يوليو من عام 2010 درجة حرارة بلغت 52 درجة مئوية، لافتاً إلى أن تلك الاضطرابات المناخية سواء كانت في زيادة درجات الحرارة أو الطقس تؤثر في زيادة الهطولات المطرية، وتكون أكثر حدة، وهذا ما لوحظ في جدة وبعض المناطق في المملكة وبعض الدول العربية، ولا يستبعد المرزوقي حدوث حالات من التطرف في الهطولات المطرية، وأبدى تقديره للجهود المبذولة من الجهات المعنية لمواجهة الأضرار التي يمكن أن تنجم عن تلك الهطولات. ميثاق تعاون مع هواة الطقس ويكشف متحدث الهيئة عن إنشاء نادٍ لهواة الطقس تحت مظلتها، منوهاً إلى أن الهيئة عقدت ملتقيين للمهتمين بالطقس والمناخ شارك فيه أكثر من 100 مهتم وهاو بالطقس بمدينة جدة، حرصت فيه الهيئة على تكوين رابط قوي بين الهيئة والمجتمع إيماناً منها بأهمية دور المسؤولية المجتمعية وتعدد سبل التعاون ضمن أهداف رؤية 2030 والتي يرتبط فيها المواطن والمجتمع بوطن طموح، مواطنه مسؤول وتتكامل فيه الادوار، وقال: إن الهيئة دعت إلى إيجاد سبل للاستفادة من طاقات هواة الطقس ومنحهم الفرصة الكاملة للتعرف على خطوات وتقنيات الهيئة في مجال الأرصاد للمساهمة في نشر الوعي لدى المجتمع في مجال الأرصاد والظواهر الجوية المتطرفة والحرص على دقة المعلومة، منوهاً إلى إقرار ميثاق تعاون بالتأكيد على أن المصدر الرسمي لمعلومات الطقس والأرصاد الجوية في المملكة هي الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وتجنب المهتمين بالطقس والمناخ إطلاق التحذيرات والتنبيهات فيما يخص الحالة الجوية، فيما يعد دور المهتمين بالطقس مكملاً للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في نشر الوعي ونقل معلومات الطقس الصحيحة والحد من الشائعات وكذلك الاستفادة من دور وسائل الإعلام المختلفة وبالأخص الحديثة كوسائل التواصل الاجتماعية في توصيل وتوفير المعلومات والبيانات الأرصادية لتعزيز دور السلامة للجميع والمساهمة الإيجابية في أهمية المسؤولية المجتمعية. تحديات بيئية ويذهب الدكتور إبراهيم عارف أستاذ علوم الغابات بجامعة الملك سعود إلى أن الغطاء النباتي «الأشجار والشجيرات والأعشاب الحولية والمعمرة» هي ثاني مصدر للأكسجين لهذه الأرض بعد المحيطات والبحار والمسطحات المائية، وهي أكبر مصدر لامتصاص ثاني أكسيد الكربون الغازات السامة والملوثات، لذا الغطاء النباتي مهم جداً على مستوى الكرة الأرضية، ولذلك تحالف العالم بجميع مؤسساته الحكومية والأهلية بالتعاون والتكاتف لإنقاذ الكون من العبث بقطع الغابات وتدمير الغطاء الأخضر مع عدم زيادة الملوثات من مخرجات المصانع وغيرها، وقال: عدم المحافظة على الغطاء النباتي أفقدنا العديد من الأنواع النباتية والتي لا تنمو إلا في بيئات مثل بيتنا. منع الاحتطاب ويبدي الدكتور عارف ألمه لاستمرار تدمير الأشجار وقطعها وبيعها في الأسواق دون رقابة ودون متابعة زادت من تدهور الغطاء النباتي، رغم توفر مصادر الطاقة للتدفئة، وإن النتائج مؤلمة في بيئة فقيرة في الغطاء النباتي رغم صدور التشريعات للحفاظ على الغطاء النباتي، ورغم إنشاء الهيئة السعودية للحياة الفطرية إلا أنها ظلت عاجزة سنوات ولم تنجح في إيقاف تدمير الغطاء النباتي لفقدها القوة في التعامل مع من يزاول مهنة القطع والتجريف، متوقعاً تحرك المجتمع في أغلب مناطق المملكة بما يسمى الروابط الخضراء وبرنامج الوزارة بإعادة تأهيل الغابات والمراعي ومبادرة زراعة أربعة ملايين شجرة، وكذلك برامج الزراعة المستدامة وتوفر الدعم والتوجه من الدولة في زيادات المساحات الخضراء وإقامة الحدائق كلها سوف تساهم في تحسين البيئة ومشاركة العالم في حماية كوكب الارض. الشتاء يستدعي أخذ اللقاح من جانبه يشير استشاري طب الأسرة في جدة الدكتور ماجد باجبع إلى أن الأنفلونزا تعد من أشهر الأمراض التي يتعرض لها الكثير مع قدوم فصل الشتاء وبدء التغير المناخي الذي تكون أبرز ظواهره انخفاضاً ملموساً في درجات الحرارة، وشدد د. باجبع على أهمية أخذ لقاح الأنفلونزا، مشيراً إلى أن اللقاح يعطى للمواليد من 6 أشهر إلى مختلف الأعمار في تأكيد على عدم وجود أي مضاعفات له، ولفت إلى ضرورة أخذ اللقاح مرتين، الأولى قبل دخول فصل الشتاء، والثانية في نهاية الفصل، لضمان استمرار الحماية مع تغير المناخ مع دخول فصل الربيع، وعن ما يشاع عن عدم فاعلية اللقاح، نفى باجبع صحة ذلك؛ مؤكداً دور اللقاح في تقليص نسب الإصابة إلى 50 % ومن يأخذ اللقاح ويصاب بالأنفلونزا تكون أعراض المرض لديه أخف كثيرا عن الذين لم يأخذوا اللقاح، وحذر من اللجوء للمضادات الحيوية للتخفيف من أعراض البرد والزكام، دون استشارة طبية موضحاً أن الزكام وأعراضه في الغالب تكون نتيجة إلتهاب فيروسي، لاتستدعي أخذ مضاد ، فيما توصف المضادات للإتهابات الفيروسية، ودعا د. باجبع المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن والحوامل لأخذ لقاح الأنفلونزا، خاصة وأن المراكز الصحية تعطي التطعيمات لكل من يأتي إليها، ولفت إلى جولات لفرق طبية من المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة للمدارس والتجمعات لإعطاء الطلاب اللقاح، ومعالجة المصابين وتطعيم المخالطين لهم، وقدم نصيحة للمصابين بنزلات البرد استخدام الأدوية تحت إشراف طبي، وتناول الفواكه خاصة الغنية بفيتامين c، عدم مخالطة الآخرين حرصا على عدم نقل العدوى.