أكد الخبير السياسي في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي أن المواجهة الأكثر دموية مع الشعب في التاريخ الإيراني، ظهرت عندما حكمت دكتاتورية الملالي وهذه المواجهة لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. وأضاف أن نظام الملالي سعى بكل وسعه للقضاء على حركة المقاومة وعدم السماح لأي من أعضائها بالبقاء على قيد الحياة، وحاول بموازاة قتلهم، عزل المقاومة عن شعبها للايحاء أمام العالم بأنها ليست معارضة للنظام. كما أرادوا تجفيف مصادر ومنابع تمويل المعارضة وهو هدف شيطاني، لكن في الوقت نفسه هدف دقيق للغاية، لأن الكفاح ضد الدكتاتورية في المجالات العسكرية والسياسية والثقافية والإعلامية يتطلب تكلفة مالية عالية جداً، لكنه لم ينجح في ذلك لأن المقاومة الإيرانية هي مقاومة أصيلة وشعبية، قدمت 120 ألف شهيد وتحظى بموقع سياسي وشعبي قوي داخل إيران وخارجها، ولهذا لم يستقر هذا النظام على مدى السنوات ال39 الماضية وبدأ العالم يرى أنه يقترب من سقوطه بفعل هذه المقاومة أكثر من أي وقت آخر. وتابع: خلال السنوات الماضية تمكنت المقاومة الإيرانية من إحباط كل محاولات النظام للتشهير والتآمر ومخططاته في شتى المجالات واحدة تلو أخرى وتهزم النظام وحتى المساومون الغربيون مع النظام الذين ساعدوه بإدراج اسم المقاومة في القوائم السوداء، هزموا بشكل فاضح في المحاكم الدولية وانتصرت العدالة على السياسة. وأصرت المقاومة الإيرانية على الإطاحة بالدكتاتورية الدينية في إيران ودفعت ثمناً باهظاً لها وحافظت في الوقت نفسه على استقلالها السياسي والفكري والمالي من خلال الاعتماد على التمويل الذاتي الذي تبلور في نشاطات واسعة لعناصر المقاومة داخل البلاد وإنشاء مظلة لجمع التبرعات المالية من أبناء الشعب الإيراني للمقاومة لتعرض مشاهد رائعة وباعثة للفخر لهذه المواجهة. واعتبر أن قناة الحرية "سيماي آزادي" التي تنشط منذ أكثر من 30 عاماً، وتنقل الوقائع بعينها في إيران تحت حكم الملالي، تحولت إلى جسر بين الشعب والمقاومة، فهذه الفضائية تطلق بين 3 و4 حملات لجمع التبرعات في كل سنة من الشعب وأنصار المقاومة، وفي هذه الحملات، يعلن آلاف مؤيدي حركة المقاومة الإيرانية من داخل إيران وخارجها عن دعمهم للحركة ومساعدتهم المالية لمواصلة نشاط قناة الحرية. وشاركت في هذه الحملات بعض الشخصيات السياسية والشعبية المتعاطفة مع المقاومة الإيرانية من دول عربية وإسلامية وأجنبية. والحملة الأخيرة لقناة "سيماي آزادي" التي عقدت لمدة ثلاثة أيام في نوفمبر الجاري، كانت لها ميزات خاصة من حيث العدد والجوهر حيث تظهر توسع المقاومة في المجالات السياسية والمالية والشعبية داخل إيران وخارجها. كثرة الاتصالات من مختلف أرجاء إيران لتقديم الدعم المالي والسياسي، أظهرت مدى غضب الشعب الإيراني على حكم الملالي بحيث يجازف المواطنون باتصالاتهم رغم الخطر الذي يهددهم من قبل النظام ليبرزوا استعدادهم لاسقاطه وتجلت في هذه الحملة حقيقة أن استراتيجية عملية إسقاط النظام الحاكم في إيران تسير في مسار صحيح وهي الآن تحظى بتأييد واسع النطاق على الصعيد العالمي.