يوم رائع، ولا أبالغ إن قلت إنه يوم فارق في مسيرة الكرة السعودية، أعني يوم توقيع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت اتفاقية التعاون مع جامعة البرتغال لكرة القدم التابعة للاتحاد البرتغالي. تفاصيل الاتفاقية والتي تمتد لثلاثة أعوام تبشر بمستقبل واعد للكوادر الوطنية على ثلاثة مستويات تشكل مفاصل العمل في أي منظومة رياضية تتطلع لآفاق بعيدة من النجاحات، وتسعى لأن ترتقي بنفسها لتكون صفوة المنظومات الدولية. الدبلومات الثلاثة التي ستقدمها الجامعة البرتغالية خلال السنوات الثلاث ستتناول صناعة المديرين التنفيذيين بواقع عشرة مقاعد سنوياً، والأداء العالي لمدربي كرة القدم بواقع خمسة مقاعد سنوياً، وتأهيل مديرين متخصصين في الاستثمار والتسويق بواقع 20 مقعداً، ما يعني أن بنهاية الاتفاقية سيكون لدينا 105 مؤهلين تأهيلاً احترافياً في أهم تخصصات كرة القدم. ما قيل على هامش الاتفاقية من رئيس الاتحاد السعودي عادل عزت ونظيره البرتغالي فرناندو جوميز يكشف جوانب مهمة في هذه الاتفاقية التي تأتي كأولى من نوعها طوال تاريخ كرة القدم في السعودية، كما تلخص القيمة المنتظرة منها. عزت لخص مضامين الاتفاقية في جملتين غاية في الأهمية؛ الأولى حين قال: نريد من خلال هذا النوع من الاتفاقيات الدولية أن ندخل إلى عصر ذهبي جديد من أوسع الأبواب، والثانية عندما أشار إلى أنهم في الاتحاد يسعون إلى تقديم الكرة السعودية بهوية عالمية. جوميز قال إنه سعيد بالاتفاقية التي ستسهم في بناء شراكة استراتيجية مع الاتحاد السعودي، لافتاً إلى أن الكرة السعودية تملك مقومات مهمة لترتقي بنفسها وتكون كرة ذات حضور عالمي، مؤكداً بأن الكرة البرتغالية التي تشق طريقها اليوم بقوة لتقف في الصف الأمامي بين أخواتها في العالم المتقدم كروياً واحترافياً إنما جاء وفق منهج علمي ومهني دقيقين. باتفاقية لشبونة تحديداً، وقبلها اتفاقيات مهمة في جوانب أخرى وقعها اتحاد كرة القدم والهيئة العامة للرياضة ستغلق الكرة السعودية طريق العمل القائم على الاجتهاد لتبدأ في تعبيد طرق من العمل الاحترافي الفعلي، وهو ما يحتاج عمل موازٍ من الأندية التي تهدر مقدراتها على أمور عبثية لا ترقى إلى أي مستوى من مستويات الاحتراف، وهو ما جعل كرة القدم السعودية منذ العام 1992 وهو العام الذي ظننا فيه أننا لبسنا ثياب الاحتراف، فيما الحقيقة أننا لا زلنا حتى اليوم نرتدي ثياب الهواية.