حذّر مختصّون ومواطنون من انتشار المسالخ العشوائية التي يديرها ويشرف عليها وافدون مخالفون، كونها تشكل خطراً كبيراً على الصحة كون انعدام النظافة يتيح انتقال الأمراض والعدوى من خلالها في ظل بيئة خصبة تنعدم فيها كل الوسائل الصحية، وتذمّر عددٌ من المواطنين من هذه العشوائية وخلوها من أدنى مستويات النظافة والصحة. «الرياض» خلال جولة ميدانية لها رصدت عدداً من المسالخ غير النظامية والمخالفة للاشتراطات الصحية، إلى جانب افتقارها إلى أبسط مقومات النظافة والاهتمام حيث يبرز العمل العشوائي فيها، وتديرها عمالة مخالفة لأنظمة الإقامة والعمل اتخذت من إحدى الاستراحات العشوائية شرق الرياض مكاناً لها. وأرجع مواطنون التقتهم «الرياض» خلال الجولة لجوءهم للذبح في هذه العشوائيات المخالفة، إلى قرار أمانة مدينة الرياض عدم السماح بالذبح في المطابخ طوال أيام السنة، وهو ما أسهم في ازدحام المسالخ البلدية بالرياض ولجأ عديد من المواطنين والمقيمين إلى هذه المسالخ غير النظامية رغبة في ذبح مواشيهم خلال وقت قصير وعلى الفور رغم أن التكلفة المادية للذبح مضاعفة. وأسهم ذلك في انتشار العمالة المخالفة التي توزعت على مداخل سوق الأغنام ومخارجها؛ للبحث عن زبائن لمسالخهم المخالفة للاشتراطات الصحية التي لا تملك أدنى مقومات النظافة والاهتمام. وتنتشر العمالة أمام المسالخ البلدية بغية البحث عن زبائن لمسالخهم الخاصّة والتي أنشؤوها داخل الاستراحات العشوائية، والتقت «الرياض» بالمواطنين لسؤالهم عن المسالخ العشوائية، ويرى المواطن محمد السبيعي، الذي أكد أن منع الذبح والسلخ في المطابخ وسط الأحياء السكنية أسهم في ازدحام المسالخ البلدية التي يطول الانتظار فيها ما جعل بعضهم يقبل بمضض اللجوء إلى الذبح والسلخ في أي مكان. وناشد الأمانة بالسماح للمطابخ والمطاعم بالذبح طوال العام، وتحت إشراف ورعاية صحية، حتى لا يضطر المواطنون إلى الاتجاه للمسالخ غير النظامية، والتي لا تتوافر فيها أدوات ووسائل نظيفة وتديرها عمالة غير نظامية ربما تكون مصابة بأمراض معدية. كما أبدى فهد المطيري أحد سكان الحي القريب من المسالخ العشوائية تذمّره من سوء نظافة الموقع، وأرجع أسباب عدم ذهابه للمسالخ البلدية، إلى الكم الهائل من الذبائح التي تستقبلها ما يضطره للانتظار وقتاً طويلاً بالخارج، وذلك نظراً لعدم وجود أماكن صالحة للجلوس لفترات طويلة، إضافة إلى قرار الأمانة بعدم السماح بالذبح في المطابخ، وهو ما كان يسهم في تخفيف الضغط على المسالخ البلدية الرئيسة على حد قوله. من جانبه أوضح مدير إدارة المسالخ والشؤون البيطرية في الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة منطقة الرياض د. فهد السعيد حرص الأمانة على توفير الجانب الوقائي واتخاذ التدابير العاجلة حيال ظاهرة المسالخ العشوائية من خلال الجولات الميدانية لفرق الرقابة بالإدارة أو من خلال تلقي الملاحظات عند مشاهدة مسالخ عشوائية، موضحاً الدور الذي تقوم فيه أمانة منطقة الرياض لمحاربة المسالخ العشوائية. وأكد السعيد أن الأنظمة المعمول بها تمنع إقامة أي مسالخ عشوائية، وتقوم الأمانة بشكل مستمر بجولات تفتيشية لإزالة أي مسالخ عشوائية، ومصادرة المواد الموجودة في الموقع، ورفع المخلفات، ثم العمل على رش المواقع بالمبيدات لمنع التلوث، وتكاثر الحشرات حوله، وتطبق الأنظمة بحق المخالفين. في ذات السياق، تقوم الأمانة بحملات توعوية للمستهلكين بعدم التوجه إلى أي مسالخ عشوائية لأنها تفتقر لاشتراطات السلامة، وتهدد الصحة العامة. وأضاف: «نراهن دائماً على وعي المواطن والمقيم، ونستقبل البلاغات في هذا الشأن على الرقم 940 وعلى جميع حسابات الأمانة في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى وجود تسع مسالخ نظامية ومتنقلة موزعة جغرافياً على أنحاء العاصمة الرياض ومجاورة لأسواق بيع المواشي وتخضع للإشراف الطبي والعمالة النظامية المتخصصة مما يعزز من سلامة الذبيحة وبالتالي توفير وتأمين الصحة والسلامة لسكان مدينة الرياض. وبين السعيد المخاطر المترتبة صحياً على هذه المسالخ العشوائية أنه يترتب على المسالخ العشوائية أخطار صحية، منها إمكانية ذبح حيوانات مريضة، حيث أنها تفتقر للكشف الطبي على الحيوانات للتحقق من خلوها من الأمراض، كما أنها بيئة نقل الأمراض المشتركة بسبب عدم وجود مختص بالمجال البيطري، بالإضافة إلى إمكانية التسبب بإصابة مرضية للمستهلك بسبب تلوث المكان وعدم توفر الاشتراطات الصحية، فضلاً عن أنه لا يمكن التحقق من سلامة من يقومون بعملية الذبح والتقطيع مما قد يسبب نقلاً للأمراض. وأشار إلى أنه يراهن على وعي المواطن والمقيم في محاربة هذه الظواهر، ورسالتنا هي الحذر من التعاون مع هذه المسالخ والعاملين فيها، وذلك حفاظاً على سلامة البيئة وصحة المستهلك، وعدم تشجيع مخالفي الأنظمة، ونحث الجميع على إبلاغ الجهات ذات العلاقة عن المخالفين والتجاوزات لمعالجة الأمر وفقاً للأنظمة واللوائح. إزالة المسالخ العشوائية أحد المختصين في موقع الحدث الجهات المختصة تطهر المنطقة برش المبيدات د. فهد السعيد