انتهت منذ أسبوعين تقريبًا مهلة الشهر التي منحها الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية لرصد وتوثيق بطولاتها والرفع بها إلى أمانة الاتحاد، وأعلن المتحدث الرسمي لاتحاد القدم محمد الشيخ أنَّ الهلال والاتفاق هما الناديان الوحيدان اللذان تجاوبا مع دعوة الاتحاد التي أطلقها عبر بيان رسمي أصدره قبل شهر ونصف من الآن وكشف فيه عن المعايير والضوابط بحيث تتم عملية رصد البطولات بدءاً من تاريخ تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 1375 ه الموافق 1956م، ويكون التوثيق معتمداً في "روزنامة" الاتحاد السعودي والاتحادات الإقليمية والقارية والدولية ولا يكون من ضمنها البطولات الودية والصيفية وبطولات الصداقة والبطولات التنشيطية، كما نصت الضوابط على ضرورة أن تكون البطولة خاصة بالفريق الأول بلوائحها الخاصة في نفس العام كبطولة قائمة بذاتها وليست تصفيات مؤهلة لبطولة كبرى. تجاوب الهلاليين جاء طبيعيًا ومتوقعًا، انطلاقًا من ثقتهم بأن أيَّ توثيق سيتم وفق ضوابط منطقية وعقلانية ومتعارف عليها دوليًا ستصب نتائجه لصالح الزعيم، وسيؤكد الفارق الكبير بين الهلال وبقية الأندية في سجلات البطولات وسجالاتها، كما أنَّ تجاوب الاتفاق جاء منطقيًا على اعتبار أنَّ كلَّ بطولات الاتفاق جاءت في فترة زمنية محدودة عاصرها الكثيرون، ولا تحتاج لذاكرة قوية ولا سجلات أثرية. إذا وجدنا العذر لناديي الاتحاد والشباب في عدم تجاوبهما نظرًا للأحداث التي صاحبت هذه الفترة وأطاحت برئيسيهما أنمار الحايلي، وعبدالله القريني، وانشغال إدارتيهما المكلفتين بما هو أعظم خطبًا وأشدُّ خطرًا من توثيق البطولات، فإنَّ لا عذر ولا مبرر يمكن أن نجده لعدم تجاوب من ملأ الدنيا ضجيجًا احتجاجًا على لجنة التوثيق السابقة برئاسة تركي الخليوي، محاولًا إيهام الجميع بأنَّ احتجاجه كان على المعايير والضوابط، ليتأكد للجميع اليوم أن الرفض كان لمبدأ التوثيق بالمجمل، لأنه لا يخدم رغبته في تزييف التاريخ والضحك على ذقون الجماهير ببطولاته الوهمية. يبقى على اتحاد القدم أن يتجاهل من تجاهلوا دعوته؛ ظنًا منهم أن تجاهلهم للأمر وعدم تجاوبهم معه سيؤدي لإفشال المشروع ووأده، وعلى فريق العمل المكلف بالأمر أن يمضي قدمًا، وأن يعلن النتائج في الوقت المحدد في بيان اتحاد القدم، والذي نصَّ على إعلان النتائج بعد شهر من بدء عملية المراجعة التي يفترض أنها بدأت مع نهاية مهلة الشهر، ولا بأس في ظل هذا التجاهل الغريب من الأندية ورفضها الرفع ببطولاتها أن يختصر الفريق الكثير من الجهد والوقت بالاستفادة من العمل المميز والجهد الكبير الذي بذلته لجنة الخليوي في حصر وتفنيد وتصنيف البطولات وفق المعايير التي أعلنها اتحاد القدم.