السمنة وببساطة هي نتيجة تناول نظام غذائي مرتفع في السعرات الحرارية يصعب حرقها من خلال النشاط البدني اليومي الاعتيادي. تختلف أسباب هذا السمنة من شخص لآخر. فترتبط السمنة في بعض الأحيان بجيناتنا التي ولدنا بها، أو بيئتنا، وكذلك بالسلوك الفردي وبخياراتنا المعيشية أو بالآثار الجانبية لبعض الأدوية التي نتانولها وبعض الأمراض التي نصاب بها. السمنة وباء صحي مدمر يدمّر الصحة والحالة الاقتصادية للمريض وللنظام الصحي الذي يستفيد الفرد منه. تضاعفت السمنة في جميع أنحاء العالم بين عامي 1980 و 2014، ومعظم الناس يعيشون في بلدان حيث يزيد الوزن الزائد والبدانة من الناس أكثر من نقص الوزن. ويموت ما لا يقل عن 2.8 مليون شخص كل عام نتيجة لزيادة الوزن أو السمنة المفرطة. كثير من دول العالم بما فيها بلدنا العزيز تنبهت لهذا الخطر البيئي الصحي الخطير. فقامت بعدة حملات توعوية وعدلت في البنى التحتية لكثير من المدن فسمحت بإنشاء النوادي الصحية الرجالية والنسائية على حد سواء، كما قامت بتخصيص الكثير من الميادين كممشى وحثت المواطنين على تغيير عاداتهم وسلوكياتهم الرياضية اليومية بحيث تكون أكثر نشاطاً وحيوية. وحتى لا تتهموني بالمبالغة دون دليل دعوني أستعرض معكم ما تسببه السمنة من خطر صحي واقتصادي عليك أيها الإنسان وعلى بلدك الذي تنعم بخيراته. فقد أكد أطباء من مراكز أمريكية وأوروبية مختصة بالوقاية من مرض السمنة ومراقبته، فهناك علاقة بين السمنة ومرض السرطان، ونصحوا بتجنبها للوقاية من المرض. فالوزن الزائد للإنسان يمكنه التأثير على ظهور مرض السرطان، وهي معلومة جديدة لكثير من الناس. كما أن خفض الوزن يمكن أن يقلّص من خطر الإصابة بالأورام السرطانية المميتة. وأضاف العلماء أن الوزن الزائد يعد أحد أسباب الإصابة بالسرطان عند 630 ألف أمريكي، حيث تقول الدراسات بأن هناك علاقة بين السمنة و13 نوعاً من الأورام السرطانية المميتة، من بينها أورام الجهاز الهضمي والدماغ والغدة الدرقية والثدي والرحم والمبايض، والأنواع الأصعب علاجها: البنكرياس، المريء وسرطان المرارة وسرطان النخاع الشوكي (وهو نوع من سرطان الدم)، والسحايا (وهو نوع من ورم في المخ). وتشكل هذه الأنواع من الأمراض السرطانية 40% من حالات الإصابة بمرض السرطان، التي سجلت في الولاياتالمتحدة عام 2014. وبينما أكد الباحثون، أن الإصابة بأنواع السرطان الأخرى تقلصت بنسبة 13% منذ عام 2005 وحتى عام 2014، إلا أنه في الوقت نفسه ارتفعت فيه الإصابة بالأورام ذات الصلة بالسمنة بنسبة 7%، ويسثنى من ذلك سرطان الأمعاء الغليظة (القولون) بسبب الكشف المبكر الذي خفض النسبة إلى الربع. سبق وأن أكد الاتحاد العالمي للسمنة قبل اليوم العالمي للسمنة، أن البدانة في جميع أنحاء العالم تتصاعد وبدون إجراءات عاجلة لمنعها ومعالجتها، فإن الفاتورة الطبية السنوية للتعامل مع عواقبها قد تصل إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2025. هناك بعض الحقائق التي تفاقم هذه المشكلة الصحية الاقتصادية الكبرى عالمياً في وقتنا الحالي التى تتحدث عنها المحافل الطبية التى تخصص وقتها للحديث عن السمنة وصحة البيئة، أذكر بعضاً منها وأوكد عليها وأرى أنها مهمة لكل من المريض ومقدم الخدمة الصحية منها: * تذكر منظمة الصحة العالمية ان السمنة فى مرحلة الطفولة هي أحد اهم التحديات الصحية العامة فى القرن الحادي والعشرين. * أكثر من 1.9 مليار بالغ يعانون من زيادة الوزن في عام 2014، و600 مليون يعانون من السمنة المفرطة. وهذا يعني أن 39٪ من البالغين يعانون من زيادة الوزن، و13٪ يعانون من السمنة المفرطة. * تسبب هذه الزيادة من قبل الناس تناول المزيد من الأطعمة ذات السعرات الحرارية والدهون المرتفعة، وكون هذه الفئة من الناس هى الأقل نشاطا بدنيا. فمن المرجح أن يكون لديهم عمل مستقر، ويعيشون في المدن، ويستخدمون وسائل النقل العامة التي تنطوي على القليل من النشاط البدني. * البدناء هم أكثر عرضة لأمراض القلب والسكتات الدماغية - الأسباب الرئيسية للوفاة في عام 2012 - والسكري، هشاشة العظام، وبعض أنواع السرطان. * التكلفة السنوية لعلاج هذه الأمراض - وكذلك الأضرار التي لحقت المفاصل التي قد تؤدي إلى استبدال الورك والركبة وآلام الظهر - يمكن أن تصل إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2025. * في عام 2014، كان حوالي 41 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وفي أفريقيا، تضاعف العدد تقريبا إلى 10.6 ملايين في عام 2014، بعد أن كان 5.4 ملايين في عام 1990. * يمكن لمنظمة الأغذية والزراعة وهيئة الغذاء والدواء السعودية أن تعزز النظم الغذائية الصحية عن طريق الحد من الدهون والسكر ومحتوى الملح في الأغذية المصنعة، وضمان توافر خيارات صحية ومغذية للجميع وبأسعار معقولة، مما يحد من تسويق الأغذية العالية السكريات والملح والدهون. * يجب على الأفراد تغيير وجباتهم وزيادة مستويات ممارسة الرياضة. * يتعين على الحكومات وجميع العاملين في مجال الرعاية أن يستثمروا المزيد في الوقاية من البدانة، ومعالجتهم. يجب على الأفراد تغيير وجباتهم وزيادة مستويات ممارسة الرياضة السمنة هي نتيجة تناول نظام غذائي مرتفع في السعرات الحرارية يصعب حرقها