استعداداً لبدء المرحلة المقبلة لانطلاقة قيادة المرأة للسيارة في المملكة، عقب اعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، واعتماد الضوابط الشرعية والنظامية، الداعية لمفهوم جديد لقيادة المركبات، حيث ستصبح قيادة المرأة للسيارة في المملكة أمراً واقعاً، خصوصاً في هذه المرحلة الجديدة من التطوير التي تشهدها بلادنا على كافة الأصعدة بقيادة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله ورعاهما-. فإن الأمر يتطلب الاستعداد التام للمرحلة القادمة، بالعديد من المتطلبات التي تلبي احتياجات المرأة عند قيادتها للسيارة، ومن أهم هذه الاحتياجات: افتتاح مراكز للصيانة تديرها إناث، للحصول على خدمة تصليح سياراتهن، دون الحاجة إلى الرجال. ومراكز تعليم القيادة نسائية، فهل ستتمكن المرأة من تحطيم المعايير الاجتماعيّة، وممارسة تعليم وصيانة السيّارات من خلال مراكز متخصصة؟ وهل ستستطيع تخطي مفهوم المهن التقليديّة الخاصّة بالمرأة، والدخول في مجال مهني يعد حكراً على الرجال فقط!؟ وهل ممارسة مثل هذه المهن سيلحق الأذى بأنوثتها؟ أسئلة كثيرة تبقى حائرة والزمن كفيل بالإجابة عليها. "صيانة وقيادة" وعندما تقود المرأة فإن الأمر قد يتطلب إيجاد مراكز صيانة نسائية للسيارات خصوصاً في مجتمع محافظ كمجتمعنا، وبالتأكيد ستبادر العديد من القطاعات الحكومية والخاصة للاستثمار في هذا المجال، من خلال افتتاح الدورات التدريبية للصيانة الخفيفة، وفتح المراكز المتخصصة وشغلها بسعوديات أو استقدام من يتولى هذه المهمة، ومن المتوقع أن تقوم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالأخذ بزمام المبادرة بتنظيم دورات لصيانة وتصليح السيارات والتعرف على الأجزاء الرئيسيّة للسيارة، وأنظمة القيادة في الطرق والإشارات ذات العلاقة، والصيانة الطارئة، بالتعاون مع الخبرات العالمية المتوافرة في كلياتها التقنية. ولكن قياساً بدول العالم توقع عدد من العاملين في قطاع صيانة السيارات ألا تلعب قيادة المرأة للسيارة دوراً في ظهور ورش نسائية لصيانة السيارات نظراً لطبيعة مهنة ميكانيكا السيارات والتي تعد من المهن غير المفضلة لدى المرأة. وافتتاح مراكز تدريب على قيادة السيارة للنساء، يعد أقل حرجاً من افتتاح مراكز لتعلم الصيانة، فقد أعلنت جامعة "الأميرة نورة بنت عبدالرحمن" منذ صدور الأمر الملكي الذي سمح للنساء بالقيادة عن عزمها إنشاء مدرسة لتعليم النساء قيادة السيارة. ويُتوقع أن يسهم السماح للنساء بقيادة السيارات في زيادة إقبال النساء على طلب التدريب للحصول على رخص القيادة استعداداً لبدء قيادة المرأة للسيارات. "استثمار قادم" ومن المتوقع أن تبدأ العديد من الشركات المتخصصة في الاستثمار في مجال افتتاح مراكز تدريب نسائية لقيادة السيارة، ومراكز أخرى لتدريب النساء على أبجديات صيانة السيارات، وسوف تبدع تلك الشركات لما لها من تاريخ طويل وخبرت في مجال إدارة مراكز صيانة السيارات، ما سيكون له أثر إيجابي في تقديم خدمة أفضل من خلال توفير مراكز صيانة نسائية، كما أن سيدات الأعمال قد يدخلن أيضاً هذا المجال، واستطاعتهن توفير أعلى مستوى من الجودة في الخدمة المقدمة لصيانة السيارات النسائية، ولتدريب النساء على القيادة. ومع أن هناك توقعات كبيرة لأن تنجح المرأة في دخول غمار خدمة السيارات وخصوصاً في مراكز الصيانة إلا أن عضو لجنة صيانة السيارات في غرفة جدة للصناعة والتجارة م. محمد عمر كابلي قال في حديث سابق ل"الرياض": إنه لا يتوقع أن تسهم قيادة المرأة للسيارة في تغيير كبير بالنسبة لورش الصيانة كما يتوقع البعض، وأن تظهر ورش ميكانيكا أو ورش صيانة للسيدات وذلك نظراً لأن مهنة ميكانيكي السيارات تعد من المهن التي لا تستهوي النساء ويندر أن تشاهد نساءً يزاولن تلك المهن في مختلف دول العالم. وتوقع عضو اللجنة أن يكون عمل السيدات في مراكز صيانة السيارات مقتصراً على أعمال التسويق والاستقبال، مشيراً إلى أن الفرص الوظيفية في وكالات البيع ستكون أكثر منها في ورش الصيانة خصوصاً في المدن التي تبعد فيها مواقع ورش الصيانة عن المدينة مثل مدينة جدة التي أصبح إلزاماً على ورش السيارات فيها الخروج من النطاق السكني إلى الضواحي الصناعية. وبدوره قال كمال العيتاني شيخ طائفة الورش بجدة: "لا تحظى مهنة إصلاح السيارات ومزاولة أعمال الميكانيكا برغبة لدى النساء في مختلف دول العالم ويندر أن تشاهد سيدة تعمل كميكانيكية سيارات أو في سمكرتها سواء في الدول العربية أو بقية دول العالم غرباً وشرقاً، وأعتقد أن الحال سيكون مشابهاً لدينا، وستكون الوظائف النسائية في مراكز الصيانة مقتصرة على الاستقبال والمبيعات، كما يمكن تأهيل متدربات على أعمال الاستقبال التي تتم لتحديد عطل السيارة عبر أجهزة الحاسب الآلي". تعلم مبادئ الصيانة ورش نسائية