في خطوة جديدة نحو زيادة أعداد المعتمرين للعام الجاري 1439ه، بدأت المملكة في استقبال طلائع المعتمرين والزوار بدءاً من الأول من شهر محرم للعام الجاري، بعد أن كانت بدايات موسم العمرة في شهر صفر من كل عام. واعتبر مختصون في قطاع العمرة أن ذلك يأتي ضمن أولى خطوات تنفيذ إستراتيجية رؤية المملكة 2030، مشيدين في الوقت نفسه بالبدء في موسم العمرة منذ وقت مبكر من العام، حيث سينقل العمل في موسم العمرة من "الموسمي" إلى طوال العام. وتوافد المعتمرون والزوار إلى الأراضي السعودية، وسط استعدادات كبيرة، من قبل الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الحج والعمرة التي بدأت في مباشرة أعمال العمرة فوراً بعد نهاية موسم الحج، حيث عقدت اجتماعاتها لعمل الترتيبات اللازمة لاستقبال الزوار والمعتمرين، وتقديم الخدمات اللازمة لهم. ورصدت "الرياض"، في جولة لها وصول المعتمرين والزوار إلى المسجد الحرام بمكةالمكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، حيث وصل حتى الآن قرابة 80 ألف معتمر خلال 30 يوماً منذ انطلاق موسم العمرة الشهر الماضي، غادر منهم 10 آلاف، في حين تستمر الأعداد في التوافد حتى شهر رمضان المبارك. وكشفت الجولة عن تطبيق شامل لجميع الأنظمة التقنية، والبرامج الإلكترونية لتسهيل الإجراءات، وتقديم كامل الخدمات بكل سرعة وإتقان، مع بدء استقبال لضيوف الرحمن بمعرفة مختلف الأجهزة والجهات المعنية بأعمال العمرة. وفي الوقت الذي يتوافد فيها المعتمرون والزوار إلى المملكة، وجه معالي الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، كافة قطاعات الوزارة ووكالاتها، ومؤسسات العمرة برفع درجة الجاهزية، وكامل الاستعدادات لخدمة المعتمرين والزوار وفق معايير خدمية عالية، والحرص على جعل رحلة العمرة لضيوف الرحمن ذكرى جميلة، ومميزة في ذهن المعتمر والزائر، ليعود إلى بلده حاملًا ذكرى جميلة تعكس إنجازات المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين. وأسهم المسار الإلكتروني لخدمات المعتمرين الذين وصلوا إلى الأراضي السعودية في تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة وحزم الخدمات، وتفعيل أنظمة شركات العمرة العاملة في القطاع، والمرتبطة بنحو أربعة آلاف وكيل خارجي، والتي بدورها قدمت خططها التشغيلية منذ وقتٍ مبكر للعمل في أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم. وكانت وزارة الحج والعمرة قد أعلنت استعداداتها المبكرة لموسم العمرة هذا العام "1439ه"، من خلال اجتماع عقده معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح بنتن فور انتهاء موسم الحج، وذلك بمقر الوزارة في مكةالمكرمة، بحضور وكلاء الوزارة، وعدد من المستشارين والتنفيذيين في قطاع شؤون العمرة، حيث أكد على استعدادات مختلف قطاعات الوزارة لهذا الموسم، لاسيما مع ارتفاع أعداد المعتمرين لموسم العمرة للعام المنصرم "1438ه" إلى نحو 6.7 ملايين معتمر، مع انخفاض لافت في أعداد المتخلفين. فيما أنهت إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي جاهزيتها العالية لاستقبال ضيوف الرحمن من المعتمرين لموسم العمرة للعام الحالي الذي في الأول من شهر محرم من العام الجاري، ويمتد إلى نهاية ال18 من شوال المقبل، حيث تم وضع الخطط اللازمة من خلال العمل على تطبيق خطة الهيئة العامة للطيران المدني بمشاركة الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمات ضيوف الرحمن. كما دشنت المديرية العامة للجوازات الحملة الإعلامية التوعوية الخاصة بموسم العمرة، والتي تستمر إلى ال30 من شهر رمضان المقبل، حيث تهدف إلى توعية ضيوف الرحمن القادمين من خارج المملكة لأداء مناسك العمرة، وتعريفهم بأنظمة وتعليمات البلاد فيما يخص موسم العمرة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتنفيذها لإيصال رسالتها الإعلامية للجمهور المستهدف. ووضعت رؤية 2030، إستراتيجية لتحقيق أضخم مشروع تحوّل تنموي في تاريخ المملكة، عبر مدخل اقتصادي يشمل جميع مناحي الحياة وتفاصيلها، وكان للحج والعمرة جزء كبير من الاهتمام ضمن هذه الرؤية الطموحة، حيث بدأ العمل على تنفيذ تلك الإستراتيجيات والخطط من خلال البدء في موسم العمرة مباشرة بعد انتهاء موسم الحج لتكون على مدار الموسم دون توقف. وحملت الرؤية في إستراتيجيتها تمكين ما يزيد على 15 مليون مسلم من أداء العمرة سنوياً بحلول عام (1442ه 2020م)، إضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية في عام (1452ه 2030م) لاستقبال ضيوف الرحمن من المعتمرين من ثمانية ملايين إلى 30 مليون معتمر، مع التأكيد على تقديم خدمات مرضية بنسب عالية، وذلك من خلال تسهيل إجراءات طلب التأشيرات، وإصدارها، وتطوير الخدمات الإلكترونية المتعلقة برحلة المعتمرين. وتضمنت الروية دوراً كبيراً سيكون للقطاعين العام والخاص من خلال تحسين الخدمات المقدمة، ومنها الإقامة، والضيافة، وتوسيع نطاق الخدمات المتوفرة لهم ولعائلاتهم ليستمتعوا برحلة متكاملة. د. محمد بنتن وصول 80 ألف معتمر تقديم فتح باب العمرة هذا العام