يبدو من الواضح للملأ والمراقب السياسي أن سفينة دول مجلس التعاون الخليجي ستكمل مسيرتها إلى الأمام بدون قطر التي خالفت وخرقت لمدة عشرين عاماً النظام الأساسي لدول مجلس التعاون الخليجي الذي تنص مادته الرابعة، على "تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس". وذلك بعد أن استشعرت دول الخليج الدور المشبوه لقطر في شق الصف الداخلي والتحريض والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار، وأن علاقتها التي تربطها بالنظام الإيراني هي علاقة تبعية، لتنفيذ مخططات وأجندات إيرانية بهدف زعزعة الاستقرار واستثمار الفوضى في منطقة الخليج والعالم العربي من أجل تحقيق مكاسب سياسية، إلا أن هذه الدول أعطت فرصاً كثيرة للنظام في قطر بالعودة إلى الرشد وتحكيم العقل احتراماً وتقديراً للشعب القطري الذي تجمعه مع الشعوب الخليجية رابطة الدم والجوار، لكن النظام القطري استمر في الانتهاكات والتجاوزات، ومن هذا المنطلق بات واضحاً أن تجميد عضوية قطر أو خلعها من منظومة دول مجلس التعاون ستكون عقوبة أخرى للحكومة القطرية لعلها ترتدع وتعود إلى الصواب وإلزامها بتعهداتها الخليجية بمنع دعم الإرهاب وتمويله، والحد من تسلط أجهزتها الإعلامية التي تستهدف إثارة الفتن في دول الخليج. قطر ليست مهمة لأحد يدرك كثير من المحللين السياسيين والاقتصاديين أن قطر ليس ليها أي تأثير اقتصادي وسياسي على دول الخليج والدول العربية، لذلك لا تعطي هذه الدول أي أهمية لها، ولأنهم مشغولون بقضايا أهم وهي عودة العراق إلى الأمة العربية والإسلامية وفك ارتباطها بإيران والتي هي الوجه الآخر لسياسة قطر في التدخل في الشؤون الدول العربية وخلق الفوضى وعدم الاستقرار داخلها. أهمية مجلس التعاون للدوحة بات واضحاً أنه يوجد حراك داخلي وخارجي في قطر ضد تنظيم الحمدين وخصوصاً بعد تحرك قبائل لها وزنها في مكونات المجتمع القطري والتي عبرت عن رأيها بكل قوة أنها ترفض سياسة الحكومة القطرية تجاه دول الخليج، وبدأ يشكل هذا الحراك قلقًا مزمنًا لتنظيم الحمدين، لذلك فإن الحكومة القطرية ترغب بشدة في انعقاد القمة في أسرع وقت حتى تعطي انطباعاً لشعب عن استقرار الأمور. قطر معزولة قطر هي من صنعت العزلة لنفسها ولذلك ستكون معرضة للاستغلال حتى الابتزاز من قبل دول تفوقها من حيث القدرات في كافة المجالات، وخصوصاً أن هذه الدول ستحاول تعويض أي خسائر تتعرض لها من الأموال القطرية التي تتلقاها لقاء الدعم لها.