سجل صندوق الاستثمارات العامة حضوراً عالمياً مهماً خلال الأشهر الماضية من خلال استثمارات عالمية، منها؛ مبادرة صندوق رؤية سوفت بنك، وصندوق البنية التحتية بإجمالي 140 مليار دولار.. وعندما أعلن عن إطلاقه مبادرة الاستثمار التي تختتم اليوم بالرياض، كان البعض يعتقد أنها امتداد لتوجهات الصندوق عن إعلان مشروعات مبتكرة داخل المملكة بالاعتماد على القدرات البشرية الوطنية، ورؤوس الأموال المحلية، أو حتى الإعلان عن مشروعات استثمار تتسم بالاستدامة خارج المملكة.. إلا أن المفاجأة كانت أكبر من جميع التوقعات، حيث أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة عن مشروع نيوم «الحلم» حيث المكان الأنسب للابتكار والمبتكرين شركات وأفراداً، بحجم استثمار يزيد على نصف تريليون دولار؛ ليكون نافذة استشراف واضحة أمام الأجيال الحالية من الشباب والشابات، تقول؛ حياكم في وطنكم. وفي الحقيقة أن صندوق الاستثمارات العامة أصبح بمثابة الثروة النفطية الجديدة -غير الناضبة- لأنها تعتمد على مشروعات تتسم بالاستدامة، وتؤسس لمصادر دخل متنوعة، والأهم أنها تسهم في توطين الرساميل المحلية، والعقول السعودية المبتكرة. المملكة العربية السعودية من ضمن دول مجموعة العشرين الاقتصادية، وبالتالي فإن دورها العالمي سوف يتجاوز كونها ثاني أكبر مصدر للنفط، إلى أدوار أكثر فاعلية من خلال صندوق الاستثمارات الذي أطلق برنامجه بالأمس حتى العام 2020، وبيّن من خلال استراتيجيته المقبلة بأنه سيكون محركاً فاعلاً في الاقتصاد العالمي، وبناء سمعة المملكة عالمياً لتكون الشريك المفضل في فرص الاستثمار العالمية، من خلال تنويع الأصول العالمية التي يستحوذ عليها. إن النفوذ الدولي ليس سياسياً فقط رغم أهميته، لكن سيكون اقتصادياً وهو كذلك خلال المرحلة المقبلة، وبالتالي فإن تعزيز موقع المملكة اقتصادياً في العالم من خلال هذه التوجهات، يعني مكتسبات سياسية قوية التأثير. هذا الأثر الذي ستحدثه توجهات الصندوق المستقبلية في المشهد العالمي، وبالتأكيد سيكون مثلها ويتجاوزها محلياً من خلال اكتمال تأسيس تسع شركات في قطاعات جديدة وواعدة منها؛ الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وصندوق الصناديق، والشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري.. والكشف عن مشروعات نيوم، والبحر الأحمر، والقدية، وداون تاون جدة. فعلياً الأثر سيكون بالأرقام توطين أكثر من عشرين ألف وظيفة للسعوديين، ورفع قيمة أصوله إلى 1.5 تريليون ريال خلال ثلاث سنوات، وضخ 50 مليار ريال في المحتوى المحلي، صندوق الاستثمارات العامة ثروة وطنية يعيد الأمير محمد بن سلمان توجيهها لنكون في الريادة.