أعلنت المملكة التزامها بتقديم مبلغ 20 مليون دولار أميركي خلال مشاركة وفد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس في أعمال مؤتمر المانحين لصالح أزمة اللاجئين الروهينغا في مدينة جنيف. وألقى رئيس وفد المركز في المؤتمر الدكتور يحيى الشمري كلمة تقدم فيها بخالص الشكر والتقدير لكل من دولة الكويت الشقيقة والاتحاد الأوروبي لدعوتهما الكريمة ورعايتهما لهذا المؤتمر المهم بشأن تمويل الاستجابة الإنسانية العاجلة لصالح أزمة اللاجئين الروهينغا، كما تقدم بالشكر والتقدير لكل من مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة على تنظيمهم لهذا الحدث الذي سيسهم في رفع المعاناة التي يتعرض لها اللاجئون الروهينغا. وعبّر رئيس الوفد عن إشادة المركز بالدور الإنساني العظيم الذي تقوم به جمهورية بنغلادش الشقيقة نظير استقبالها منذ أغسطس الماضي لأكثر من 580 ألف لاجئ من الروهينغا في واحدة من أكبر حركات اللجوء بالعالم. وأضاف: "لقد دأبت المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- على مد جسور الدعم والمساندة للمجتمعات والدول المحتاجة، بل أصبحت في مقدمة الداعمين للعمل الإنساني والتنموي على مستوى العالم، ولقد حظيت الأزمة التي تمر بها أقلية الروهينغا بجزء وافر من هذا الدعم على مر التاريخ حيث قدمت المملكة حوالي 66 مليون دولار فقط في العشر سنوات الأخيرة، كما أكدت المملكة على هذا الدور الريادي من خلال استقبالها خلال الأربعين عاماً الماضية لأكثر من 300 ألف من أقلية الروهينغا المستضعفة، مما يجعلها البلد الثاني بعد جهورية بنغلادش الشعبية في استضافة تلك الأقلية، والذين يتمتعون بحرية العمل والتعليم والرعاية الصحية المجانية داخل أراضي المملكة، ولا يوجد أحد منهم يعيش في مخيمات لاجئين، مؤكداً أن المملكة كانت من أوائل الدول التي قامت بالتدخل الإنساني في الأزمة الأخيرة من خلال إرسالها لفريق من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للوقوف على الوضع الإنساني الراهن للاجئين الروهينغا في بنغلادش، كما قامت المملكة بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة بإرسال 100 طن من المساعدات العاجلة لصالح اللاجئين الروهينغا في بنغلادش، للتخفيف من معاناتهم جراء الأزمة التي يعيشونها حالياً". وأشار إلى أن المملكة أعلنت عن التزامها بتقديم 20 مليون دولار لتنفيذ برامج من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والإنسانية دعماً لتخفيف المعاناة الإنسانية عن أقلية الروهينغا. وأكد أن المركز يثمن الشراكة مع جميع منظمات الأممالمتحدة الإنسانية والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، ويتطلع إلى سرعة الاستجابة الإنسانية لتخفيف معاناة اللاجئين الروهينغا، وخصوصًا الفئات الأكثر ضعفًا من الأطفال والنساء. ونقل رئيس الوفد مناشدة المركز للأمم المتحدة ودول العالم الصديقة والمحبة للسلام للضغط على حكومة اتحاد ميانمار لاحترام التزاماتها وحماية حقوق الإنسان دون تمييز، ودعوته إلى وقف التهجير القسري للروهينغا، وإعادة المهجرين منهم إلى ديارهم بشكل آمن بما يحفظ كرامتهم. وكانت أعمال المؤتمر الدولي للمانحين، لتمويل خطة الاستجابة للأزمة الإنسانية لمسلمي الروهينغا قد انطلقت أمس وبتنظيم من مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية اوتشا، ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، برعاية دولة الكويت والاتحاد الأوروبي. ويهدف المؤتمر لجمع 434 مليون دولار أميركي لتقديم المساعدات لنحو 900 ألف لاجئ من الروهينغا في بنغلادش، إضافة إلى نحو 300 ألف آخرين متوقع نزوحهم خلال الأسابيع القليلة القادمة. وأعلنت الكويت خلال المؤتمر عن تبرعها بمبلغ 15 مليون دولار، كما أعلن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة عن تبرعه بمبلغ 15 مليون دولار.