عندما نقلب القنوات الفضائية بحثاً عن برنامج رياضي هادف، وضيوفه خبراء في الرياضة، ويطرحون بموضوعية ويناقشون القضايا بكل حياد وبما يتوافق مع الصالح العام لرياضة الوطن فإننا سنعاني الكثير في البحث إذ إن هذه الصفوة من الإعلاميين والنقاد قليلة جداً، وتعد على أصابع اليد، والذي سنجده في بعض البرامج مجرد مجموعة مشجعين متعصبين يمارسون الصراخ ويسقطون على المنافسين ويخجلون بطرحهم الهابط، وهؤلاء -وهم معروفون للجماهير- كانت تتاجر بتعصبهم بعض القنوات الخارجية، وخصوصاً الكأس القطرية وأكلوا الطعم، والمؤسف أنهم بدلاً من أن يتوزعوا الأدوار ما بين الداخل والخارج يتواجدون حالياً في قناة واحدة يتناسب طرحهم مع أهدافها المروجة للتعصب وتكريس ثقافة الكراهية بين المجتمع وكل هذا يحدث والجهات المعنية بمتابعتها وإيقافها عند حدها ما زالت صامتة دون أن تحرك ساكناً لذا تكون كل حلقة أسوأ في الطرح التعصبي من التي قبلها لأن من أمن العقوبة أساء الأدب. فريق التعصب ربما يجتمع في برنامج واحد وأحياناً يتوزع على برامج عدة لها مسميات عدة والمضحك أن جميع هؤلاء لم يمارسوا كرة القدم ولم يعملوا في المجال الرياضي أو حتى الاقتصادي والسياسي لكن تجدهم دون حياء يفتون في كل شيء، وعلى الرغم من أن الإعلام يتطور لكن الأسماء هي نفسها لا تتبدل ولا تتطور، ويحكم تواجدها في البرامج العاطفة والميول والعلاقات الخاصة والمشاهد على موعد مع هذا الغثاء في كل ظهيرة ومساء، فلا المذيع مقنع ولا يحاور بمهارة واحترافية إعلامية، ولا الضيوف يمتلكون هذه الصفات في التعليق على الأحداث، وأدوارهم تنحصر بتقمص أدوار المشجعين وأعضاء الروابط والمحامين، والطرح والحوار لا يختلف عن الطرح في المدرج أو استراحة خاصة لمجموعة أصدقاء، وكل ما يحدث هو بالعامية "مهايط" دخل فيه حتى من لم يمارس العمل الإعلامي الرياضي نهائياً وإنما خبرته في العقار ومخططاته أو غيرها من الأعمال التجارية الحرة، فما يهم هو الظهور التلفزيوني حتى لو أجبر على النوم عند بوابة القناة يستجدي استضافته، وتجارب الطرد من بعض البرامج والقنوات وقرارات الإيقاف أثبتت أنه يمرض إن لم تتاح له الفرصة للمشاركة في أي برنامج مرئي يفرغ فيه شحناته التعصبية ويضحك على جماهير فريقه وينافخ عن إدارة النادي ويقلب الحقائق حتى ولو كانت مثبتة وليس لديه مانع من أن يجعل الديون الضخمة والقضايا والشكاوى أمراً بسيطاً وعادياً ويردد اللقب الذي أضاع فريقه، وجعله يصل إلى هذا الحال المتردي فنياً وإدارياً.