أصدرت شركة «بيك ميديا» الأميركية الرائدة في مجال الإعلام فيلماً وثائقياً يفضح دعم قطر للأرهاب، وزيف ادعائها بأنها تقف إلى جانب الدول المكافحة له، بعنوان «قطر.. حلف خطير» ويكشف علاقتها بتمويل الإرهاب وإيواء المتطرّفين ونشر أفكارهم. تستعرض «الرياض» الجزء الثاني من الوثائقي الذي جاء بعنوان «إخوة بأكثر من اسم» إلى خطورة تحالفات الدوحة مع جماعة الإخوان الإرهابية والولايات المتّحدة في الوقت نفسه. وضمن هذا الإطار، أوضح الباحث في معهد هيودسن الأميريكي لي سميث، أنّ قطر هي حليف وخصم للولايات المتّحدة في آن معاً، إذ إنّها كانت تؤدي هذا الدور في آخر عشرين سنة على الأقل، فالحكّام القطريون يستمرّون في الدعم والتعامل مع العديد من الأشخاص والكيانات السيّئة. ويقول السفير الباكستاني السابق في الولايات المتّحدة حسين حقّاني: «الإخوان المسلمون هم مصدر الإسلام الراديكالي، وتمّ تأسيس هذا التنظيم في مصر سنة 1928 ولطالما تمتّع بمسحة من العنف والتي عادت مؤخّراً كي تتجلّى على أرض الواقع». وأشار الوثائقي إلى أنّ مجلس التعاون الخليجي أنشئ سنة 1981 كاتّحاد إقليمي سياسي واقتصادي، لكن منذ البداية كانت قطر تتصرّف بنشاز داخل ذلك المجلس. وأورد التقرير أنّ مجلس التعاون رأى دعم الدوحة المستمر للإخوان الإرهابيين ومنظمات إرهابية أخرى سبباً لفرض العقوبات عليها، ويؤكّد حقاني أنّ جميع المنظمات الإرهابية تقريباً خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية. وبعد العودة إلى تاريخ تأسيس الإخوان، يشرح نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيّات الأميركية جوناثان شانزر أنّ هؤلاء منظّمة اعتمدت العنف سبيلاً لتحقيق أهدافها وانتشرت سريعاً في دول شرق أوسطية أخرى، ويضيف أنّ الإخوان كانوا حجر الزاوية لمعظم الأيديولوجيات المتطرفة التي يراها العالم اليوم خلال حربه على الإرهاب. يتابع حقّاني الحديث عن الإخوان فيقول: «إنّ بعضاً من أقسى المجموعات المتطرفة في سورية، والقيادات العليا في القاعدة تستلهم أفكارها من هذا التنظيم، ويشير إلى أنّ أعضاء كثيرين من الإخوان متورطين في عمليات اغتيال ومؤامرات إرهابية وأعمال عنف»، لافتاً إلى أنّه في عديد من الأحيان لا ينخرط دعاة الإخوان أنفسهم في العنف، لكنّ كلماتهم تشكّل إلهاماً لآخرين ليرتكبوا أعمالاً إرهابية، لهذا السبب أدرجت الرباعية العربية هذه الجماعة على لائحة الإرهاب. وتابع: «كذلك تورط الإخوان في تمويل عمليات إرهابية محددة أو تسهيل الطريق أمام أشخاص ينضمّون في نهاية المطاف إلى مجموعات إرهابية، ويشير أيضاً إلى أشخاص مرتبطين بالإخوان يعيشون في قطر ويموّلون جمعيات خيرية علناً، لكنّهم ينتهون بتشكيل قناة خاصّة لتمويل المجموعات المتطرّفة في سورية كالنصرة المرتبطة بالقاعدة، وكان جمع المال لهذه المجموعات مفتوحاً في قطر». وأكّد حقاني أنّ الحديث عن التمويل يشمل مئات الملايين من الدولارات لصالح فروع مختلفة من الإخوان، سواء كانت جمعيات خيرية أو مجموعات أخرى، ويمكن لهذه الفروع أن تؤدي أدواراً مختلفة في العمليات الإرهابية، كالتمويل أو التسهيل أو التمكين أو التحريض، ويضيف أنّ قطر تحالفت مع قوى إقليمية ليس فقط لأجل إبقاء الإخوان على قيد الحياة بل لتسهيل انتشار التيار على امتداد العالم الإسلامي، خصوصاً في الشرق الأوسط، مشدداً على أنّ هذه الجماعة ستظل مستفيدة من الدعم القطري وستستمرّ في تشكيل المتاعب في هذه المنطقة وإثارة المشكلات فيها ومنها إلى بقية أرجاء العالم. المال القطري شريان حياة مليشيات الإرهاب في المنطقة