أصدرت شركة "بيك ميديا" الأميركية الرائدة في مجال الإعلام فيلماً وثائقياً يفضح دعم قطر للأرهاب، وزيف ادعائها بأنها تقف إلى جانب الدول المكافحة له، بعنوان "قطر.. حلف خطير" ويكشف علاقتها بتمويل الإرهاب وإيواء المتطرّفين ونشر أفكارهم. وأشار القسم الإعلاميّ في الشركة إلى أنّ هدف الوثائقيّ ليس فقط إيصال المعلومات المرتبطة بالنقاش الدائر في الولايات المتّحدة حول قطر وحسب، بل أيضاً ضمان الدقّة والمحاسبة من خلال هذه الأجزاء التي ظهر فيها خبراء رائدون قدّموا تحليلات ومعلومات بارزة في هذا الإطار، وجاء هذا الوثائقي أيضاً بهدف إزالة الغموض والالتباس داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول إعادة تقييم علاقة واشنطنبقطر. ويشير الجزء الأوّل من الوثائقيّ تحت عنوان "تاريخ مضطرب"، إلى الموقع الجغرافي لدولة قطر، ويتحدّث عن عدد المواطنين القطريين الذي يبلغ حوالي 330 ألفاً ويتمتّعون بأعلى دخل فرديّ في العالم، وإيوائها للإرهابيّين وتمويل الإرهاب، إضافة إلى نشر الدعاية السياسيّة، من خلال شبكة الجزيرة وتعاونها مع إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم. وأورد البرنامج تصريحاً للسفير الباكستاني السابق لدى الولايات المتّحدة حسين حقّاني الخبير في الشؤون الإرهابيّة في الشرق الأوسط حيث قال: "إنّ قطر غنية جداً وتملك موارد كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، ولدى تلك الدولة عدد محدود من المواطنين، فعندما نالت استقلالها بداية سبعينيات القرن الماضي، بلغ عدد مواطنيها 45 ألف شخص، لذلك هي تملك ثروة موارد تفوق ثروتها السكانية". ويرى حقّاني "أنّ دولة كهذه كان يمكنها أن تبني ازدهاراً هائلاً لها وللآخرين، وأن تحظى باحترام كبير منهم، لكن عوضاً عن استخدام الأموال بشكل سليم، تريد قطر أن تنافس جيرانها الأكبر في المنطقة وخصوصاً المملكة، كما ترغب أيضاً في أن تجعل نفسها دولة عظيمة في العالم الإسلامي، وبدلاً من أن تفعل ذلك عبر استقطاب المسلمين المعتدلين، تحاول أن تحقّق هذا عبر احتضان المتطرفين". وشبّه حقاني قطر بدولة صغيرة تحاول أن تمارس سياسة تفوق حجمها الطبيعي، وهي باللجوء إلى تصرفات كهذه، ستعزّز مجموعات يمكن أن تزعزع استقرار العالم الإسلامي برمّته ويمكن أن تجعل كل العالم منخرطاً في صدام حضارات لعقود إن لم يكن لقرون". ويرى نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية جوناثان شانزر أن الثروة الهائلة التي تتمتع بها قطر مشكلة، كونها تسهل على الدوحة توفير الدعم لقائمة طويلة من المنظمات والمجاميع الإرهابية مثل طالبان والنصرة - فرع القاعدة في سورية - والإخوان المسلمين والإرهابيين في ليبيا والمتطرفين عموماً على امتداد العالم العربي. أما الباحث في معهد الشرق الأوسط أليكس فاتانكا فتحدّث عن معتقد سائد لدى القطريين، وهو أنّه إذا كانوا يتمتّعون بالأموال الكافية فإنّهم يستطيعون الخروج من أي مأزق يضعون أنفسهم فيه، مؤكداً في الوقت نفسه أن أموالهم لا يمكن أن تخرجهم من أزمتهم الحالية. ويتحدّث الوثائقيّ عن سعي قطر لإقامة علاقة مع الغرب من خلال استضافة قاعدة العديد العسكرية التي تضمّ مقرات القيادة المركزية الجوية لواشنطن إضافة إلى الفرقة الاستطلاعية الثالثة والثمانين من القوّات الملكية البريطانية، وهنا، يشرح شانزر: "القطريون يظنون أنفسهم حلفاء أقوياء للولايات المتّحدة لأنّهم يستضيفون أكبر قاعدة لها في الشرق الأوسط، والتي ينطلق منها الجيش الأميركي في هجماته على داعش والقاعدة، لكن من جهة أخرى، يدعم الساسة القطريون مجموعات مثل طالبان والنصرة لذلك، ينتهجون سياسة مزدوجة في الحرب على الإرهاب، وهذا ما لم يستسغه العالم العربي" ، وأكد أن دعم قطر المستمر للتيارات المتطرفة في الشرق الأوسط حولها إلى مركز لزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة. السفير الباكستاني حسين حقاني