إن التهاب الجفن حالة شائعة، وينتج عنها التهاب في جفون العين خاصة حواف الجفن ويمكن أن يصيب الأشخاص في كل الأعمار، كذلك فإنها عادة ما تحدث للعينين وهي نادراً ما تؤثر على حدة البصر. والأسباب تكون إما بسبب بعض أنواع البكتيريا، أو قشرة فروة الرأس، أو داء التورد وهو عبارة عن طفح جلدي مزمن يصيب الوجه، أو بعض أمراض العيون مثل جفاف العين، الأكياس الدهنية، انحراف الأهداب للداخل، التهاب الملتحمة، التهاب القرنية، ومثل هذه الأمراض يمكن أن تسبب التهاب الجفون وكذلك يمكن أن تحدث نتيجة لالتهاب الجفون، كذلك من الأسباب عدم نظافة الجفون والتعرض للدخان والأبخرة الكيميائية كأبخرة المصانع والجو كلها أسباب تؤدي لالتهاب الجفون، وأحياناً قد يؤدي تحول إفرازات غدد أطراف الجفون إلى تكوّن مادة كثيفة أو شمعية تؤدي إلى انسداد قنواتها وبالتالي إلى التهاب الجفون، كذلك يعتبر الجلد الدهني أحد أسباب التهاب الجفون، وهذه الحالات المذكورة قد لا تؤدي بطريقة مباشرة إلى حدوث التهاب الجفون ولكنها تجعل أطراف الجفون أكثر قابلية للعدوى ببعض الميكروبات كالبكتيريا وغيرها. ويمكن حصر الأعراض في الإحساس بالحرقان، زيادة الدموع، الشعور بوجود جسم غريب أو وجود غبار داخل العين، ظهور قشرة وصديد على الرموش وزاوية العين من جهة الأنف، احمرار العين وأطراف الجفون، الحساسية من الضوء، الإحساس بالألم، وتساقط رموش العين في بعض الحالات. ومن المهم علاج الأمراض والمشكلات المرتبطة بالتهاب الجفون والمذكورة أعلاه وذلك بأن يعالج جفاف العين باستخدام مرطبات العيون أو الدموع الصناعية من قطرات ومراهم وذلك في الحالات المتقدمة من جفاف العيون، وقد يقوم الطبيب المعالج بإغلاق الفتحات التي ينتقل منها الدمع إلى الأنف ومن ثم يتبخر إلى الخارج، بينما التهاب الملتحمة والتهاب القرنية يمكن أن ينتج عنهما مضاعفات التهاب الجفون وتتطلب علاجاً إضافياً مثل المضادات الحيوية أو قطرات الكورتيزون أو بهما معاً، ويمكن أن يتم نتف الأهداب المنحرفة للداخل بواسطة الطبيب المعالج. إذا كنت ممن يستخدمون العدسات اللاصقة ربما يطلب منك الطبيب إيقاف استخدامها أثناء فترة العلاج وربما بعدها كذلك، حيث إن العدسات اللاصقة قد تسبب لبعض الأشخاص مشاكل كثيرة لذلك يجب عليهم دراسة خيارات أخرى، ويفضل عدم استخدام أدوات زينة العين مثل المسكارة ومحددات الجفن خلال فترة العلاج حيث إنها تعيق عمل العلاجات الأخرى كالمضادات الحيوية، وعند وجود قشرة فروة الرأس يُنصح باستخدام شامبو شعر ضد القشرة، في حين أن المرضى الذين يعانون من داء التورد يجب عليهم مراجعة طبيب جلدية لوصف العلاج اللازم. وفي بعض الحالات يكون التهاب الجفون مرضاً مزمناً يصعب التخلص منه بشكل نهائي إلا أنه يمكن التخفيف من حدة أعراضه، وعندما يتم تخفيف حدة الأعراض ينبغي الالتزام المتواصل بنظافة أطراف الجفون وذلك بشكل يومي ويمكن أن يكون مدى الحياة. وهناك العديد من طرق تنظيف الجفون وأي منها يجب أن يحتوي على 3 خطوات أساسية كما يلي: أولاً: استخدام كمادات دافئة، اغسل يديك جيداً وبعد ذلك اغمس قطعة قماش نظيفة أو شاشة في ماء دافئ وضعها فوق عينيك وهما مغمضتان، وعندما تبدأ العلاج سوف يقترح طبيبك أن تعمل ذلك 4 مرات يومياً لمدة 5 دقائق كل مرة، وبعد ذلك تستطيع أن تستخدم الكمادات مرة واحدة يومياً لعدة دقائق، وقد صمم هذا النوع من العلاج لتليين وحل القشرة الموجودة على أطراف الجفون قبل تنظيفهما. ثانياً: اغسل أطراف الجفون لكي تزيل المواد الملتصقة بها مثل القشرة ولتنظيف فتحات الغدد، استخدم قطرات قليلة من شامبو الأطفال مخففة في ماء دافئ أو استخدم منتجاً خاصاً مماثلاً مصنوعاً خصيصاً لتنظيف الجفون (يسمى Lid Care ) وبعد ذلك اغمس قطعة قماش نظيفة أو القطن المستخدم لتنظيف الأذن في المحلول وأمسح برفق الرموش واطراف الجفون مع ضغط خفيف جداً، بعد ذلك استخدم ماءً بارداً لشطف الجفون، قم باستخدام قطعة قماش أخرى مختلفة وكرر نفس الخطوات لعينك الأخرى. ثالثاً: إذا وصف طبيبك المعالج مرهم المضاد الحيوي، ويكون ذلك عندما يكون سبب التهاب الجفن بكتيريا، ضع المرهم على طرف اصبعك بعد تنظيف يديك أو على قطن الأذن ثم قم بوضعه على أطراف الجفون. وهناك بعض المضاعفات التي قد تحدث في بعض حالات التهاب الجفون حيث يكون هناك قابلية لتكون الأكياس الدهنية في الجفون وحدوث التهابات في القرنية، وقد يؤدي التهاب الجفون الحاد لحدوث ندبات في الجفون مما قد يؤدي إلى نمو الرموش في اتجاه العين. ومن أهم طرق الوقاية الاهتمام الجيد بنظافة أطراف الجفون هو مفتاح الوقاية من حدوث التهاب الجفون، والاهتمام بنظافة فروة الرأس والوجه واليدين ومراجعة طبيب الجلدية في حالة داء التورد أو جود قشرة الرأس، وينبغي عدم عرك الجفون، حيث إن ذلك يؤدي إلى زيادة الأعراض والالتهاب، وينبغي للشخص المصاب بالتهاب الجفون غسل يديه جيداً قبل ملامسة الأشخاص الآخرين، وينبغي على الآخرين عدم استخدام أغراضه الشخصية كالمنشفة ومخدة النوم وغيرها. قسم طب العيون