أكد المحلل الاقتصادي فضل البوعينين ل"الرياض": بأن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لروسيا اكتسبت أهمية خاصة؛ للثقل الذي يمثله الملك سلمان والمملكة في العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي على حد سواء مشيراً الى انها كانت زيارة تاريخية بكل ما تعنية الكلمة حملت المسؤولين في "الكرملين" على خرق البروتوكولات الروسية الصارمة، وعكست التغطية الإعلامية المكثفة للزيارة حجم الاحتفاء الاستثنائي الذي أحيطت بها الزيارة، مؤكداً بأن زيارة الملك سلمان إلى روسيا وتوقيع حزمة من الاتفاقيات في مجال الطاقة والصناعة والمعادن والبحوث والتطوير والفضاء والطاقة النووية السلمية والعسكرية ومذكرات التفاهم المهمة، تشكل مجتمعة خارطة طريق للشراكة الإستراتيجية في جميع المجالات، إضافة إلى التوافق على تعزيز العلاقات بين البلدين، والمضي بها إلى آفاق أرحب من التعاون المشترك، وأعتقد أن التفاهم السعودي الروسي حول إنتاج النفط ودعم أسعاره في الأسواق العالمية عمق الثقة بين البلدين وأسهم في عمق الشراكة التي أرسى خادم الحرمين قاعدتها الصلبة، ففي مجال الطاقة تأتي اتفاقيات ارامكو السعودية والشركات الروسية كأبرز الشراكات المستقبلية التي ستفتح آفاقاً جديدة للشراكة السعودية الروسية، إضافة إلى الاتفاق بين صندوق الاستثمارات العامة وأرامكو وصندوق الاستثمارات الروسية لإنشاء منصة للبحث في الفرص الاستثمارية الواعدة، وفي قطاع الاستثمارات فقد تم الاتفاق على إنشاء ثلاثة صناديق برأس مال ثلاثة ملايين دولار موزع بالتساوي بين الصناديق الثلاثة وموجهة للاستثمار في مجالات الطاقة والتقنية والبنى التحتية ومرتبطة بصندوق الاستثمارات العامة، وفي مجال التصنيع اعتقد أن توطين صناعة الأسلحة ربما تكون الأبرز وهي من القطاعات الحديثة في المملكة والتي تتطلب توسعاً أكبر وعمقاً استراتيجياً قادراً على نقل التقنية والمعرفة وبراءات الاختراع، وذكر بأنه كذلك تم الاتفاق على تزويد السعودية بمنظومة صواريخ دفاعية متطورة، وبالرغم من أهميتها القصوى في النواحي الدفاعية، إلا إن انعكاساتها على التوطين ونقل التقنية والمعرفة لا تقل أهمية عنها، حيث تنص الاتفاقية على التزام الجانب الروسي بتوطين صناعة الأسلحة وتقنياتها والتي تم التعاقد عليها بين الجانبين، بحيث تتراوح نسبة التوطين بين 30 إلى 50 % وبما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، ومن المتوقع أن توفر عمليات التوطين ما يقرب من 3000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة معظمها في الهندسة والتقنيات المتقدمة، إضافة إلى الشراكة الإستراتيجية المتوقعة مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية التي نجحت مؤخرًا في استقطاب شركات عالمية وأسلحة متخصصة بما فيها الطائرات، لافتاً أن تضيف عمليات توطين الصناعات العسكرية ما يقرب من 14 ملياراً في الناتج المحلي الإجمالي بخلاف ما يحدثه من أثر كبير في خلق الفرص الاستثمارية الصغيرة والمتوسطة، وتشمل الاتفاقية برامج التدريب ونقل المعرفة وبما يعزز مكاسب الشباب السعودي، كما أنه في مجال التجارة والاستثمارية أشير إلى الشراكات الموقعة مع القطاع الخاص التي تمت من خلال منتدى الاعمال المشترك، وبالعودة إلى كلمة خادم الحرمين -حفظه الله- لأعضاء مجلس الأعمال. وشدد البوعينين بأن الزيارة الملكية نجحت في مد جسور التعاون المثمر والشراكة النوعية بين المملكة وروسيا، ووضعت الأطر القانونية للشراكة المستقبلية المفضية لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية مع روسيا، وبما يدعم العلاقات السياسية ويقرب المواقف لما فيه خدمة مصالح المملكة وأمن واستقرار المنطقة، ويبقى التحدي الأكبر في آلية تنفيذ مذكرات التفاهم والشراكات الموقعة وبما يتمخض عنها من مشروعات نوعية تزيد في عمق العلاقات السعودية الروسية. فضل البوعينين