يتطلع شعب المملكة العربية السعودية كل عام إلى الاحتفال باليوم الوطني الذي يصادف تاريخه 23 سبتمبر من كل عام. وهذا هو المتعارف عليه بين كل دول العالم قديمها وحديثها كبيرها وصغيرها. وهنا يلزمنا أن نعرف اليوم الوطني لنقول: إنه يوم احتفال كل بلد مستقل بذكرى يوم إعلان كيانه واستقلاله رسمياً الذي بموجبه تعترف الدول المستقلة الأخرى بهذا الكيان الجديد أو ذاك. ويسجل اليوم الوطني في دساتير الدول ليكون يوم عيد وطني ثابت يعبر عن اللحمة الوطنية لأبناء هذا الشعب أو ذاك. في قوانين الدول ودساتيرها صار اليوم الوطني عطلة رسمية يتمتع فيها المواطنون بالاحتفال بهذا اليوم الوطني سواء على المستوى الفردي أو العائلي أو الأسري.. أو على المستوى الشعبي وتقيم بعض الدول احتفالات كبيرة بهذه المناسبة. إنني وكل مواطن في بلدنا العملاق المملكة العربية السعودية.. نفتخر.. حباً.. ووفاءً لهذا البلد وقيادته الحكيمة في الماضي والحاضر بما تم إنجازه من تقدم ورقي خلال العقود الماضية والعقد الحالي الذي يقود مسيرته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي كان مساهماً ومشاركاً في نهضة التنمية والبناء لهذا البلد طيلة أيام عمره المديد بإذن الله مع إخوته الغر الميامين الذين سبقوه ملوكاً وأولياء عهود وأبنائه أمراء المناطق في العقود التي خلت وفي عقدنا الحالي. يؤازرهم ويساندهم في محطات البناء مجاميع أبناء الشعب السعودي العظيم كل في مجال عمله وتخصصه حتى إن المتابع المخلص يجد في كل وزارة كوكبة من أبناء الشعب المخلصين ينفذون أوامر وتوجيهات ولاة الأمر في تلك الحقب المختلفة بكل دقة وحزم وعزم وإخلاص، وكثير منهم غادر الحياة ولكن ذكراه الطيبة لم تغب.. وقد تميزت عهود الملوك السعوديين وأولياء عهودهم وأمراء المناطق بأسماء عديدة من هؤلاء رحم الله من غيبه الموت من ملوكنا وأولياء عهودهم ورجالهم المخلصين في تلك الأزمنة وتلك المراحل من مراحل البناء لكيان المملكة العربية السعودية. هنا يظهر لنا ولغيرنا سؤال مهم يفرض نفسه بالمنطق وهو: ما الذي حققته المملكة العربية السعودية من بناء النهضة المنشودة وما الذي حققته السعودية من نتائج في مجال التنمية على جميع المستويات؟ لا أحد يستطيع أن يغطي مراحل بناء ونمو دولة عملاقة في حجم المملكة العربية السعودية في مقال لأن مثل هذا الأمر يحتاج إلى مجلدات وباحثين ومتخصصين في كل المجالات ولديهم موهبة التأليف والكتابة التي دافعها الحب والإخلاص في إبراز نهضة وطن وكفاح قيادة وشعب.. مقرونة بحقائق وتقارير علمية تتكلم بالأرقام وتوضح النتائج وهي لا تتاح إلا لمن له صفة وصلاحية الإشراف والمتابعة والباحث المختص. في المجال السياسي.. استطاعت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها في زمن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أن تصنع وتطور سياسة خارجية خاصة بها تتميز بالحكمة والهدوء والتأني في اتخاذ القرارات حتى يتم معرفة كل الجوانب والملابسات والمسببات والنتائج المترتبة على أي إجراء تتخذه أو يتخذه الآخرون.. وقد أشاد كثير من ساسة العالم بهذه السياسة التي تتسم بالعقلانية والصبر وعدم التسرع.. والتأكد من تحقيق المصلحة الوطنية. لقد استطاعت السعودية أن تحقق نجاحات كبيرة.. في مجال البناء والعمران والصناعات المدنية والعسكرية وفي حقول التكنولوجيا المختلفة، مما جعلها (عضواً في مجموعة العشرين) وجعلها تقفز إلى مصاف الدول المتقدمة في كل الحقول فإذا أراد الله جل في علاه أن تنجح رؤية 2030 التي يقودها سمو ولي عهده الأمين.. فإن ذلك سيعني انتقال المملكة العربية السعودية إلى مصاف العالم الأول على كل المستويات إن شاء الله. عاد عيدك يا زعيم المسيرة وخادم البيتين وزاد عزك يا وطن.