يمثل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية نقلة هامة وفاصلة للتحول الكبير الذي حدث على هذه الأرض المباركة التي كان أجدادنا يعانون فيها من الشتات والفرقة والتناحر وانعدام الأمن خلاف الثالوث الجوع والمرض والجهل الذين ضربوا أطنابهم بقسوة على ساكني هذه المنطقة إلى أن شاء الله عز وجل أن تتغير المعادلة وتتحول هذه المنطقة - كما يقول علماء الاجتماع - من منطقة طرد إلى منطقة جذب وتصبح مهوى الأفئدة والباحثين عن الرزق والخير والأمن والأمان بعد أن قيض الله لها أسد الجزيرة وربانها الماهر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- ليقود ملحمة البناء والتأسيس ويخاطر بنفسه ليظهر اسم المملكة العربية السعودية عالياً خفاقاً. ونحن في وقتنا الحاضر بعد مرور 87 عاماً على التأسيس نستذكر هذا اليوم بكل الحب ونعلمه أبناءنا وبناتنا ونذكرهم بالمحافظة على الوطن والالتفاف حول القيادة ونبذ عوامل الفرقة، فالأمن في الأوطان والرزق الوفير الذين نعيشهما يحتمان علينا بذل الغالي والنفيس لهذا البلد الطاهر الذي نعيش على ترابه ونستذكر ما عاشه أجدادنا من شظف العيش وركوب المكارة في سبيل لقمة العيش كما أن واقع الحال في الدول المحيطة بنا وما يعانيه أهلها من تشريد وقتل وجوع يؤكد علينا المحافظة على الوطن الذي نستظل بظلاله وأن لا نفرط في ذرة من ترابه وفي الحديث الصحيح عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا). المحافظة على الوطن من تمام المروءة وكمال الأخلاق فما بالك إذا كان هذا الوطن هو مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين فإن الحرص عليه يكون أكبر وأعظم وجميعنا يعلم أن قادة هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومن بعده أبناؤه الملوك البررة وصولاً إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لم يدخروا وسعاً في العناية بالحرمين الشريفين والاهتمام بزائريهما ورعاية قاصديهما ليؤدوا مناسكهم بكل راحة وأمن واطمئنان فجزاهم الله خير الجزاء على ما يقدمونه في سبيل زائري الحرمين الشريفين. عندما تشاهد الفرحة في عيون الأطفال وتعبيرات الكبار بهذا اليوم تشعر بالسعادة لأن الجميع يعلم جيداً ماذا يعني هذا اليوم المجيد في تاريخنا وما صنعه المؤسس ورجاله المخلصون ليصبح هذا الكيان شامخاً عالياً يشار إليه بالبنان وقوة إقليمية يحسب لها ألف حساب. فليحفظ الله الوطن من كيد الكائدين والمتربصين وأن يمتع قادته بالصحة والعافية إنه سميع مجيب.