تحتفل بلادنا الغالية هذه الأيام بالعيد الوطني السابع والثمانين.. وبمُضِي 3 أعوام على تولّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله سدة الحكم في المملكة العربية السعودية، والذي أطلّ بعزيمته وفروسيته ليدفع عن الوطن هو وولي عهده الأمين حفظهم الله خطر التآمر الخارجي والمحاولات اليائسة للتأثير على مسيرة الوطن المباركة. وتأكد للمواطن السعودي أن دفة السفينة في أيد أمينة قادرة على قيادة الوطن إلى بَر الأمان والحفاظ على مكتسباته والذود عن حماه وصون ترابه والسير به إلى المزيد من العزة والشمُوخ والسؤدد. ولعل المتتبع للنهج القويم الذي يسير عليه الملك سلمان منذ توليه مقاليد الحكم، يلمس ذلك الإصرار الذي يُظهره حفظه الله في سبيل تعزيز مكانة المملكة بين دول العالم، وثقته المطلقة في قدرة شباب الوطن على الإبداع والإسهام في مسيرة البناء والتقدم. كما يُلاحظ هذا التوهج، والحميمية اللتان تسُودان العلاقة بين المواطن السعودي وسلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم كما يطلق عليه أبناء هذه البلاد العزيزة تحبباً وصدقاً. يكمُن سرّ ذلك التوهج في النهج القويم الذي يتبعه خادم الحرمين الشريفين والمتمثل في المزيد من الشفافية والمكاشفة، وتلمّس احتياجات المواطن عن قُرب، وتعزيز ثقته بالمستقبل الآمن والمبشرّ بغدٍ أفضل إن شاء الله. وخير شاهد على الرؤية الثاقبة التي تسكن مخيلة المليك هو إيمانه القوي بالتجديد وبإمكانات الشباب وقدراتهم وتفوقهم، وما اختياره -حفظه الله- لرمز شباب الوطن ومُلهِمهُم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لخوض غِمَار التحدّي وقيادة مشروعات التنمية والتجديد إلاّ دليلاً واضحاً على ثقته وإيمانه بقُدرة وعزم من اختار التصدي للمهام وتحقيق النهوض المنشود في شتى مجالات الحياة. ولقد أثبت سموه حفظه الله أنه عند مستوى التحدي وأكد للجميع أنه القادر على تحقيق الطموحات والآمال، ولقد كانت "الرؤية" 2030 مفتاحه الأساس للدخول إلى عالَم التخطيط البعيد المدى والارتقاء إلى آفاق المستبقل، في تأكيد على قدرته الفائقة وإمكاناته الفذة، ومبشراً بهِمَم الشباب وعنفوانه وتحفزه لبناء مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً ورخاء. وإن أكاليل العِز والفخر التي عانقت كل أرجاء الوطن الأشمّ خلال زمن قياسي، بما يستجد كل يوم من مشروعات تنمية شاملة وبسط أمن تمهّد لحقبة جديدة عنوانها "الوطن الأمثل" لَخير دليل على صدق ما نقول. إن الأدوات التي أوجدَت مؤخراً قادرة على تنفيذ تلك السياسة الحكيمة الهادفة إلى المزيد من الانفتاح، والسير بوتيرة متسارعة تتلاءم ومتطلبات المرحلة المقبلة في ظل التوجه القوي في البحث عن بدائل للبترول وفق إستراتيجيات محددة تُراعي مصلحة الوطن وتشجع الاستثمار الأجنبي واستقطاب رؤوس الأموال، والسعي إلى إقامة صناعة بمفهومها الشامل. كما أن وضع الرؤية 2030 التي تُعد ولا ريب فتحاً في التخطيط الإستراتيجي يُتوقع لها أن تُحدث نقلة نوعية في نُمو الاقتصاد الوطني وتسير به إلى آفاق لم يبلغها من قبل. لقد اخترت الإشارة في هذه العجالة إلى القفزات التنموية الشاملة والرخاء الاقتصادي الذي يشهده الوطن العزيز في هذا العهد الزاهر منذ انطلاق مسيرة الخير والعطاء على يد الملك عبدالعزيز المؤسس، والبدء في تنفيذ خطط التنمية الخمسية في سبعينات القَرن الماضي، وقد أتى الآن دور التخطيط الإستراتيجي بعيد المدى.. نحن الآن في عصر الرؤية 2030، التخطيط الإستراتيجي المُمَنهَج القادر على إحداث نقلات نوعية في الحقل الاقتصادي الذي يكتسب أهمية استثنائية. إننا اليوم أكثر ثقة بالمستقبل من أي وقت مضى لأسباب كثيرة وموضوعية في مقدمها الاستقرار السياسي الذي ينعم به الوطن الغالي، والقوة الاقتصادية الدافعة بعجلة النمو وتحقيق المزيد من الازدهار المنشود، حيث خطت المملكة خطوات جبارة على الصعيدين الاقتصادي والرفاه الاجتماعي نتيجة لخطط التنمية التي تبنتها الدولة وعملِت بها. وكان التخطيط للمستقبل دائماً السِّمة البارزة التي يلحظها المتابع لنهج المملكة ومسيرة التنمية والتطور الشامل التي تشهدهما. وختاماً، رحم الله القائد المؤسس عبدالعزيز الذي أوجَد هذا الكيان العظيم وأرسى دعائمه وبسط الأمن والأمان فيه، ووضع اللبنات الأولى للنهضة التنموية الشاملة التي يشهدها الوطن الغالي، ليتولى أبناؤه الكرام من بعده رعايته وتنميته والسير به بخُطى ثابتة إلى آفاق أرحَب من التقدم والرُّقي هيأت لأبناء هذا الوطن المعطاء سُبل الحياة الكريمة والعَيش الرغيد. * الرئيس التنفيذي لمجموعة بن ظفرة القابضة وعضو لجنة الاستثمار الأجنبي والتعاون الدولي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض.