أكد إمام وخطيب المسجد الحرام إن المسؤلية - والموقف موقف محاسبة - وأن نجتهد في تحصين أنفسنا وأهلينا من هذه الفتن بلزوم فهم السلف الصالح ، ومسلك أهل السنة والجماعة ، في لزوم السمع ، والطاعة ، والدعاء بالثبات والصلاح والإصلاح .وأن علينا أن نعلم أن الحق ولله الحمد مع أهل العلم الأثبات ، فقد رأينا مواقفهم القوية الثابتة فيما مر بالمنطقة من أحداث فكان الخير والحق فيما قالوه وأفتوا به ، أما غيرهم فكانت عواقبهم الخذلان والانتكاس. وقال الشيخ د. صالح بن حميد في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكةالمكرمة أن مما يستحق التوقف والتأمل في المضلات ما تجلبه الغفلة ، وان من أعظم ما تجلبه الغفلة المللَ من نعم الله ، والرغبة في التغيير ، استبدالاً للذي هو أدنى بالذي هو خير ، وهل رأيتم بعد نعمة الإسلام أعظم من نعمة الأمن ، ورغد العيش واجتماع الكلمة . ولقد ذكر القرآن الكريم نموذجا عجيباً حين جسد معيشتهم الرغدة ، وحياتهم الفارهة ، َّ فضجروا من هذه النعم الوافرة ، وملوا هذا العيش الكريم ، فتوجهوا إلى ربهم بهذا الطلب العجيب ،نعوذ بالله من الحور بعد الكور ، أبوا إلا أن يجربوا حياة الدمار ، والتمزيق ، والوبال والنكال ، والتفريق والشتات ، ، والضياع والعذاب. يقول الامام بن جرير رحمه الله : لقد بطر القوم نعمة الله ، وغمطوا كرامة الله ، وظلموا أنفسهم ، فما أشبه الليلة بالبارحة حينما ترى غافلين ، أو أعداء حاقدين يدعون إلى حراكات وتجمعات ، وكأنهم ما علموا ، بل لقد علموا أنها مستنقع وبئ ، تغرق فيه الشعوب ، وتكثر فيه الأوبئة والامراض ، وتفتح فيه الأبواب العريضة للتشرد والمنكرات .فأي عقل لمن ينادي ليهدم بيته ، ومن ثم يفترش الغبراء ، ويلتحف السماء ، ويعيش في العراء ، وهل من عاقل يخلع ثيابه ليبدئ سوءته ، ويكشف للناس عورته .وكيف يسعى عاقل للتنكر للنعم ، ليستنزل العقوبات والنقم .فهي دعوات تقوم على الافساد ، والخروج على الجماعة والإمامة ، ومنازعة الأمر أهله .وذلك لا يحل في ديننا ولو بشطر كلمة .ولا يمكن لسوي أن يسعى في خراب بيته ، وتمزيق وطنه ، وتشتيت أهله ، وتعريض دمه وعرضه للخطر .واضاف فضيلتةكما أن غير المخلص لا يصنع فكراً ، وغير الصادق لا يحمي وطناً ، والمنافق يوافق إذا خاف وطمع ، ويتنكر إذا أمن وشبع ، يمشي مع أطماعه ، إن وافقت وافق ، وإن تغيرت تغير .قد عميت عندهم جميعا البصائر ، تناقضوا وهم لا يشعرون وبين الشيخ بن حميد أن مسارات أصحاب الفطر السليمة ، والعقول المستقيمة ، وشاكري النعم ، والفارين من الفتن فيلتزمون ما جاء به الشرع المطهر ، وزخرت به نصوص الكتاب والسنة من وجوب الاجتماع ، ونبذ الفرقة والضياع ، جمعاً للكلمة ، وقطعاً لدابر الفتنة .ونحن في هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين نعيش في نعم عظيمة ، وألآءٍ جسيمة ، ومنح من ربنا جليلة ، نسأله سبحانه - بمنه وكرمه أن يديمها ويتمها ويحفظها .أجلها نعمة التوحيد ، توحيدِ الله وحسن عبادته ، ثم توحيد البلاد ، واجتماع الكلمة ، ونعمة الأمن ورغد العيش ، ونعمة الالتفاف حول القيادة ، وانتشار العلم والعلماء ، ونعمة العيش في رحاب المقدسات ( الحرمين الشريفين ) ونعوذ بالله من غضب الله وأليم عقابه إنها والله لو اشتعلت نار الفتن – لا قدر الله – لأحرقت الأخضر واليابس ، ولسالت الدماء ،وانتهكت الأعراض ، وسلبت الأموال ، ونهبت الديار ، ولساد القتل والنهب .وما حال من حولكم منكم ببعيد ، ممن ذاقوا ويلات الفتن ، ومآسي الخروج على الحكام . أعاد الله لهم أمنهم ، وجمع على الحق كلمتهم ، ورد عليهم غربتهم .وإن الحفاظ على البلاد ، والالتفاف حول ولاة الأمور واجب شرعي ويقول عليه الصلاة والسلام :" يلزم جماعة المسلمين وإمامهم " .