افتتح أديب نوبل نجيب محفوظ عامه الرابع والتسعين بنشر خمس قصص جديدة من أحلام فترة النقاهة التي بدأها منذ أكثر من ست سنوات؛ ولم تكتمل بعد في صورتها النهائية، ولم تصدر حتى الآن في كتاب مستقل باللغة العربية، وإن كانت قد صدرت مجتزأة في كتاب باللغة الفرنسية. وقد نشر نجيب محفوظ (المولود في 11 ديسمبر 1911) الأحلام الجديدة (المرقّمة من الحلم 139 إلى الحلم 143) في بدء عامه الرابع والتسعين؛ بعد يوم واحد من الاحتفال بعيد ميلاده في مقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومنح جائزته (جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي) إلى الكاتبة العراقية عالية ممدوح. وذكرت مجلة نصف الدنيا الأسبوعية؛ التي نشرت الأحلام؛ أن هذه القصص هي أجمل هدية للقراء قبل حلول العام الجديد. وأحلام فترة النقاهة هي قصص قصيرة بالغة التكثيف والإيجاز؛ تعبر في معظم الأحوال عن أحلام حقيقية يتفاعل معها الكاتب في نومه ثم في يقظته، ويستدعي فيها صوراً وانفعالات وأفكاراً؛ بعضها من الذكريات، وبعضها من مستجدات الحاضر واستشرافات المستقبل. ويوازن نجيب محفوظ؛ الحاصل على جائزة نوبل في الآداب في عام 1988؛ في أحلامه القصصية بين ما هو حقيقي ممكن، وما هو أسطوري مستحيل، وفي الحالتين فإنه يقصد إلى تجسيد مآزق وكوارث ومتاعب الإنسان في العصر الراهن، ويرى بعض النقاد أن هذه القصص/الأحلام تمثّل تياراً جديداً في السرد القصصي العربي. وفي آخر حلم له (رقم 143) يقول نجيب محفوظ: سمعت صوتاً غير مألوف، فمرقت بسرعة إلى فناء العمارة، فرأيت رجلاً غريباً أثار في نفسي الريب، فناديت البواب، ولفتُّ نظره إلى الرجل الغريب، فأخبرني بهدوء أنه موظف، ويؤدي واجبه الرسمي، وهو أخذ الزائد من الأفراد والمساكن المكتظة وينقله إلى مسكن يتسع له. فاعترضتُ قائلاً إنه يأخذ فرداً من أسرة ويخلف حزناً وينقله على رغمه إلى مكان لا يرحب به، فقال البواب بأن هذا هو القانون، ونحن لا نملك حياله إلا الإذعان والتسليم.