بدأت أمس جلسات المؤتمر الدولي ال30 لمسلمي أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي تقام أعماله في مدينة ساوباولو البرازيلية تحت عنوان "الهوية الإسلامية للأسرة المسلمة في أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وسبل المحافظة عليها". واستهل المؤتمر أولى جلساته بورقة عمل لإمام جامع المركز الإسلامي بسانتانا دو ليفرامينتو الدكتور حماد غازي، استعرض فيها مفهوم الهوية الإسلامية، مبينًا أن الهوية هي المفهوم الذي يكوّنه الفرد عن فكره وسلوكه اللذين يصدران عنه من حيث مرجعهما الاعتقادي والاجتماعي. وقدّم الأستاذ بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض الدكتور محمد بن سريّع السريّع ورقة عملٍ بعنوان "هوية الأمة – أهميتها ومقوماتها – في ضوء القرآن الكريم". وأوضح السريّع أن القرآن الكريم هو الصراط المستقيم والجادة الموصلة للتعرف على هوية الأمة ومقوماتها، ولكثرة المحاولات لوضع أسس لهوية المجتمعات المسلمة، تعارض بعضها مع مسلمات الوحي أو يغفل جوانب مهمة منها، كما أن تعرّف الأمة على مقومات هويتها، وحفاظها عليها هو الخطوة الأولى نحو الرفعة والتمكين في الأرض. وأكد أن العناية بالهوية والتأكد من وضوح مقوماتها في عقول الجيل ووجدانهم، هي نقطة الارتكاز لعملية النهوض الحضاري، والأرضية الصلبة التي يستند إليها الجيل عند النهوض بأعباء التقدم. وقدمت الأستاذة بجامعة الملك محمد الخامس في الرباط الدكتورة مليكة الكتاني، بحثًا بعنوان "الهوية الإسلامية وكيفية ترسيخها من خلال نماذج وأمثلة تاريخية وثقافية من البرازيل وأميركا اللاتينية"، تناولت موضوع الهوية التي تعد جزءاً من الكليات الخمس التي اتفقت على حمايتها ورعايتها الإنسانية، وهي الحياة، والمال، والدين، والنسب، والجسد. وأكدت الكتاني أن الاندماج في أي مجتمع، والتعاملَ معه، والتأثيرَ فيه؛ يجب أن يمر من مفهوم الهوية، وكلما استطعنا تقليل الفوارق القيَمية بيننا وبين أي مجتمع، عن طريق إيجاد نقاط للتواصل، والبحث عن المشترك بيننا وبينه؛ إلا ويصبح الاندماج والتكامل والتأثير فيه أقوى وأسهل، مشيرةً إلى أنه من هذا المنطلق، يجب ترسيخ هويتنا الإسلامية في أبنائنا وفي الأجيال القادمة، دون أن ننسى أن معرفة الآخر هي أيضاً عنصر مهم في هذه المعادلة. وتناولت الجلسة الثانية أثر الأسرة المسلمة في المحافظة على الهوية الإسلامية، وشارك فيها عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الجريوي، بورقة عمل بعنوان "وسائل الأسرة المسلمة في المحافظة على الهوية الإسلامية"، تضمنت مفهوم الهوية الإسلامية ومقوماتها، ومكانة الأسرة في الإسلام، ومتطلبات الأسرة المسلمة للمحافظة على الهوية، ووسائل الأسرة في المحافظة على الهوية الإسلامية. وقدّم الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود خالد بن عبدالله العيد، ورقة عمل بعنوان "أثر الإسلام في الترابط الأسري"، مبينًا أن هذا الأثر يشمل العلاقة بين الزوجين والعلاقة بين أفراد الأسرة والآثار الإيجابية للترابط الأسري على المجتمع، حيث إنه سبب في استمرار العلاقات الأسرية بشكل إيجابي. وطرح عضو هيئة العلماء والدعوة بالقدس الدكتور ماهر خضير، بحثاً بعنوان "الاختيار بين الزوجين وتأثيره على استقرار الأسرة المسلمة"، أوضح فيه أن الشريعة الإسلامية وضعت أسسًا وضوابط ينبغي مراعاتها عند اختيار الزوج أو الزوجة، وتشمل الإسلام، والنظر، والحسب والنسب، والرفق وعدم الجفوة والعنف. بدوره قدّم عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور حمد بن عبدالمحسن التويجري، بحثًا بعنوان "الضوابط الشرعية لاختيار الزوج والزوجة في الإسلام"، استعرض فيه الضوابط التي تتمثّل في حُسن الدين والخلق، والمقدرة المالية والجسدية، واختيار الزوجة الودود الولود، وأن تكون المرأة والرجل من بيئة صالحة. واختتم إمام وخطيب مسجد صلاح الدين في ساوبولو الشيخ محمد بن عبدالله بركات، الجلسة بورقة بعنوان "القواعد الذهبية لاستمرار الحياة الزوجية"، أكد فيها أن الإسلام أعطى للحياة الزوجية اهتماماً كبيراً، لأنها تلبي مطالب الفطرة الإنسانية السوية، ولأنها لبنة اجتماعية تقوم بمهام المجتمع ولها دورٌ كبيرٌ في تربية الخلق الفاضل، والتعويد على الصبر والتحمل والتضحية. وأشار بركات إلى أن القواعد الذهبية لاستمرار الحياة الزوجية، تشمل حُسن الاختيار للزوج والزوجة، وتذكّر النية الصالحة من إقامة الحياة الزوجية، ودوام الشكر بين الطرفين، والاستماع الفعّال عند الحوار بين الزوجين، واستخدام الهدية الجميلة المُعبّرة والابتسامة والنداء بأحبّ الأسماء، والاعتذار وقبوله عند الخطأ، والمشاركة والتعاون في الحياة الزوجية إضافةً إلى الإعلان بالحُب والإشعار بالأهمية. مختصون أكدوا دور الأسرة في الحفاظ على الهوية الإسلامية جانب من الحضور